صحف عالمية: التعامل الألماني مع "ارتجاف ميركل" يثير العجب
ثالث واقعة ارتجاف للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حصلت في أقل من أربعة أسابيع، الواقعة لم تتصدر الصحف المحلية فحسب، بل كانت محل اهتمام الصحف العالمية أيضا. وقد حملت معظم التعليقات طلبا محددا من المستشارة الألمانية.
رغم تعقيبها على الأمر وتأكيدها على عدم وجود سبب للقلق، إلا أن واقعة الارتجاف الثالثة التي تعرضت لها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم أمس الأربعاء (العاشر من يوليو 2019) زادت من علامات الاستفهام.
ورغم تقدير الثقافة السياسية الألمانية، للحياة الخاصة وتعاملها الهادئ عادة مع هذه الأمور، إلا أن الأصوات المطالبة للمستشارة بالمزيد من التوضيح لقطع الطريق على الجدل المحتمل، بدأت في الارتفاع.
صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية رصدت ردود فعل الصحافة العالمية التي سلطت الضوء على خصوصية الثقافة السياسية الألمانية التي تميزت بالتعامل الهادئ مع الأمر، وكتبت: " لا يوجد سبب للشكفي تأكيد ميركل بأن حالتها جيدة. الأمر الحاسم هنا هو اليقين بأن الساسة ليسوا ماكينات، فهم مثل باقي البشر لديهم نقاط ضعف وأمراض وعيوب يتعجب الإعلام الأمريكي من هدوء الألمان بعد ظهور صور ارتجاف مستشارتهم وهو أمر يحسب لصالح الثقافة السياسية لألمانياولمصداقية أنغيلا ميركل، رغم المناقشات الهيسترية التي تحدث في مواقف أخرى، وهذا هو الأمر الذي يجب أن يستمر".
صحيفة "كولنر شتات أنتسايجر"، سلطت الضوء على النقطة الفاصلة بين المرض كمسألة خاصة في حياة الساسة وبين تحوله لمسألة سياسية وكتبت ": "المرض أمر طبيعي للساسة أيضا، لكنه يتحول لأمر سياسي عندما يؤثر على قدرة السياسية/السياسي علىأداء مهامه بطاقة كاملة. من الممكن أن يكون الأمر في حالة ميركل هو مسألة وقتية لا غير، لكن من الممكن أيضا أن يكون غير ذلك، ولذلك يتعين على المستشارة إيضاح هذا الأمر بشكل مفصل وإلا لا يمكن إيقاف الجدل".
أما صحيفة بيلد واسعة الانتشار فنقلت جملة كتبتها ميركل عام 1997 في أحد الكتب عندما كانت وقتها وزيرة للبيئة وجاء فيها: "أرغب في اختيار الوقت الصحيح لاعتزال السياسة، هذا أمر أصعب بكثير مما كنت أتخيله في السابق، لا أرغب في الانتظار حتى أتحول لحطام بالكاد يقدر على الحراك" ثم عقبت قائلة: " المستشارة بالطبع ليست حطاما، لكن يبدو أنها فوتت التوقيت الصحيح للاعتزال، الارتجاف الذي لا يمكنها التحكم فيه هو صورة كاشفة سيئة".
صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" عقبت على اللقطات التي تظهر فيها المستشارة وهي ترتجف وكتبت: "هذه لحظات مؤلمة حتى للمشاهد نفسه، لأنها تلفت النظر على مناطق حساسة شديدة الخصوصية، ليس بالضرورة أن يمر الجميع بها. ولهذا السبب يمكن تفهم رغبة المستشارة في التوضيح والحديث عن عدم وجود مشكلة وتأكيد قدرتها على العمل.. تكشف هذه التصريحات عن خوف ميركل منإمكانية تشكك الرأي العام في قدراتها، لكن في وقت لا يكفي تصريح ميركل بأن كل شيء على ما يرام، للتهدئة، عندها يتعين إرسال رسالة أخرى مفادها أنها خضعت للكشف الطبي. ليس المطلوب هنا الخروج بتقرير طبي مفصل، لكن تكفي الرسالة التي تقول إنها تتعامل مع صحتها بالجدية الكافية".
على الصعيد العالمي رصدت الصحف العالمية تعامل الألمان مع الواقعة التي تكررت للمرة الثالثة، وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز": يقدر الألمان خصوصية الحياة الخاصة وصحة المستشارة ليست مسألة مهمة للرأي العام في العادة، لكن ارتجاف ميركل الأخير تصدّر وسائل الإعلام وأصبح محل نقاش دائم على القنوات الإخبارية".
صحيفة "فيجارو" الفرنسية كتبت: "عدم وجود توضيح طبي، هو مسألة من شأنها إثارة القلق. أنجيلا ميركل لم ترغب في الإفصاح عما إذا كانت قد حصلت على استشارة طبية. الرأي العام الألماني الذي احترم حتى الآن الحياة الخاصة للمستشارة، يبدأ في التساؤل..ليس عن كفاءة قيادة المستشارة ولكن عن إمكانية أن تترك منصبها قبل الموعد المحدد".
صحيفة "لا ريبوبليكا" انتقدت غياب المعلومات الكافية عن حالة المستشارة وكتبت: "حدث الأمر (الارتجاف) هذه المرة أثناء استماع ميركل للنشيد الوطني مع رئيس الوزراء الفنلندي..لم يستمر الارتجاف طويلا كما أن ميركل استعادت السيطرة على جسدها بسرعة، لكن غياب المعلومات يزيد من دقات جرس الإنذار".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل