رئيس التحرير
عصام كامل

يهود الحريديم.. بطالة وامتناع عن التجنيد برخصة شرعية

يهود الحريديم
يهود الحريديم

قنبلة موقوتة تهدد الكيان الصهيوني اسمها "الحريديم" أو طائفة اليهود المتشددين دينيًا، التي تتوغل وتستحوذ على مكانة كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي، وهى العاصفة التي كلما هدأت تخرج بقضية أو أزمة جديدة، أخرها "البطالة" التي تجتاح عالم الحريديم والتي حذرت التقارير العبرية الصادرة اليوم الخميس، من تداعياتها على إسرائيل لسنوات قادمة.


خسائر الدولة

وتقدر شعبة الموازنة بوزارة المالية الإسرائيلية إنه سيصل ثمن غياب الحريديم عن سوق العمل إلى خسائر بقيمة 400 مليار شيكل في عام 2065، وأن الأضرار التي ستلحق بالناتج المحلي الإجمالي إذا لم يتم توظيف المتطرفين الأرثوذكس ستتجاوز 40 مليار شيكل في عام 2030، وسوف تتضاعف الخسائر بمقدار 10 إلى 2065.

قدم هذه الأرقام نائب رئيس قسم الموازنة، عساف فاسيرزوج، في اجتماع مائدة مستديرة عقده معهد الديمقراطية الإسرائيلي بشأن مشروع قانون التجنيد، وتدعم البيانات ضرورة تخفيض سن الإعفاء من التجنيد إلى 21 عامًا، علمًا إن إسرائيل تواجه مشكلة كبرى مع الحريديم الذي يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي ويخوضون معركة عنيفة مع الدولة لأنهم يفضلون دراسة التوراة على التجنيد في الجيش.

وهناك مبادرات رامية إلى الحد من العمر الذي يمكن فيه لـ المتطرفين مغادرة اليشيفا "المدارس الدينية" والذهاب إلى سوق العمل، علمًا أنه يتلقى طلاب اليشيفا المتطرفين في سن 18 عامًا تأجيلًا للخدمة يجب عليهم تمديده سنويًا ويحصلون على إعفاء دائم من الخدمة في سن 24 عامًا.

سن الإعفاء

وحتى سن 22 لا يُسمح لهم بالعمل، وبعد ذلك يمكنهم العمل بدوام جزئي، في الماضي، كان يتم إعفاؤهم من سن 28 عامًا، لكن قانون التوظيف الذي أقره الوزيرين يائير لابيد ونفتالي بينيت خفض سن الإعفاء إلى 24 عامًا للسماح لأكبر عدد من طلاب يشيفا بالعمل قدر الإمكان.

ولكن الحريديم يقفون بالمرصاد للدولة لأنهم ينادون بعدم التجنيد وحتى عدم العمل، وإن وجدت فرص عمل لهم لا يكونون كفء له ويقتصر دورهم فقط على دراسة التوراة وبالتالي فهم يشكلون وبالصا على دولة الاحتلال تتحمل أعباءهم ونفقاتهم ومشاكلهم التي لا حصر لها لذا يحذر المراقبون الإسرائيليون من خطورة هذه المسألة ويدقون ناقوس الخطر بهدف وضع حد لهذه الأزمة لأن التقديرات تشير إلى أن السنوات القادمة سوف تتضرر فيها دولة الاحتلال بشكل كبير جراء ذلك.

التطرف والعنصرية
ويمارس الحريديم العنف والتطرف والعنصرية بكل صورها والتشدد لديها يصل لمستوى "داعش" ويزيد حتى أنهم يحثون على الفصل بين النساء والرجال في الشوارع، حيث تم تخصيص شوارع للرجال وأخرى للنساء بالمناطق التي يعيشون فيها ومنها أحياء داخل مدينة القدس.

كما أن مناهج المدارس الدينية الخاصة بهم تعد الأكثر تطرفًا وتشددًا، ويظهر ذلك في نموذج يعد غيض من فيض لنماذج التطرف التعليمي للحريديم ومنها ما جاء في أحد كتبهم التعليمية: "جاء فيها على لسان يهودي ينصح يهودي آخر بقوله: "العرب مثل الكلاب، إذا رأوا أنك مرتبك ولا تقوم برد فعل على تحرشاتهم يهجمون عليك، وأما إذا قمت بضربهم فإنهم سيهربون كالكلاب"!!.
الجريدة الرسمية