رئيس التحرير
عصام كامل

تسريح المنتخب!


كيف لجيش أن يدخل معركة لينتصر فيها وقد كتب كل مقاتل فيه وصيته؟ كيف لطالب يسعى لدخول كلية الطب وتكون حواراته كلها على معاهد المرحلة الخامسة؟ وكيف لمنتخبنا أن ينافس على البطولة وقد تأهل نفسيا لخسارتها؟ وسجل هذا التأهل النفسي بالصوت والصورة؟! وسجله ليس بدافع الاعتذار وإنما بدوافع المعلوم والشيكات والذي منه!!


كنا قد طالبنا بتأجيل الكلام عن المنتخب وأن تتوقف فواصل الردح العلني بين بعض أعضائه إلى ما بعد انتهاء البطولة لوقف الفضائح أولا ولعدم الشوشرة عليها ثانيا.. لكن لا أحد يريد أن يتوقف..لا أعضاء الاتحاد ولا الإعلام بل وأُضيفَ إلى سجل الغباء الإداري واستمرارا لاستفزاز الجماهير المصرية غباء إداري جديد واستفزاز جماهيري خطير يستلزم التحقيق المستقل. 

لنعرف كيف سُمح لشركة عالمية عابرة للقارات نعرف من يملكها ويديرها هناك من مركزها.. كي تضع المنتخب في حالة نفسية مهيئة لخسارة البطولة الأفريقية؟ والكل يعلم أن الروح المعنوية هي نصف الفوز بلا أدنى مبالغة بل يعتبرها البعض هي الأساس في أي انتصار.. حتى أصبح المؤهل النفساني ركنا أساسيا في تركيبة الجهاز الفني للعديد من الفرق!

التقيت قبل أيام الإذاعي المرموق شكري عبد الحميد الذي قال سأحكي لك واقعة شاهدتها بنفسي.. لم يروها أحد ولم أسمعها من أحد فقال: "كنا في بلد أفريقي ربما مالي وكان المدير الفني الكابتن محمود الجوهري.. وبينما كنت في شرفة غرفتي بالفندق وهي تطل على حمام السباحة، إذا بالكابتن الجوهري ينظر من شرفة غرفته فإذا به يرى اللاعب إ. س ولم يكن يفعل شيئا إلا وجوده على حمام السباحة ليلا وفي وجود فرقة استعراضية لم يقترب منها ولم يتحدث إلى أحد أفرادها..

سأله الكابتن محمود الجوهرى ماذا تفعل عندك ؟ قال اللاعب: عايز أشم شوية هوا يا كابتن.. رد الجوهري: هل استأذنت لذلك؟ أليس هناك موعد للنوم وقد حل؟ اتفضل على غرفتك ولكن لتجهز حقيبتك للعودة إلى القاهرة.. وقد أعاده في صباح اليوم التالي فعلا "!

انتهت رواية شكري عبد الحميد التي توضح مدي التدهور الذي حدث في إدارة المنتخب..وعندما يتكرر التسيب بهذا الشكل بعد ضجة فضيحة خروج المنتخب من كأس العالم فربما ترقي الاتهامات إلى تعمد أن تصل الأمور إلى هذه الفوضى.. ولذلك صار بين الشعب المصري والمنتخب بعد كل هذا القرف الذي شاهدناه حاجز نفسي رهيب.. هذا المنتخب يستحق التسريح بكامله.. ويحق لأي مدير فني أن يسترجع منه من يشاء من لاعبين.. فهذا حقه لكن وفق أسس جديدة ومعايير منضبطة وقيم مختلفة تماما ترتقي بروح اللاعبين وثقافتهم ووعيهم!

يا سادة: سرحوا المنتخب.. وفي الأهلي تجربة ناجحة مماثلة لصالح سليم بتسريح الفريق الأول بنجومه كلها.. انحاز للأخلاق والقيم فكسب البطولات ومعها الأخلاق والقيم!
الجريدة الرسمية