د. محمد عبد الهادي يكتب: المرأة نبض الأسرة
تمر المرأة منذ نعومة أظفارها بمراحل نفسية متباينة في الشكل والمضمون فتنشأ الطفلة الصغيرة متأثرة بالمناخ الأسرى المحيط بها متشبعة بحنان أمها واحتواء أبيها ودفء أسرتها في المناخ الأسرى المستقر أو متجرعة ويلات القسوة في المناخ الأسرى المضطرب، ثم تبدأ عملية بناء أسرة جديدة تشكل جيل جديد من الأمهات اللائى ينسجن نبض أسرة وثقافة مجتمع.
ومن هنا تعتبر إصابة الأم بالمرض النفسى كارثة بكل المقاييس تعبر عن إصابة في قلب وروح الأسرة، ومن ثم يأتى دور الخدمات النفسية التي تتطلب نشر ثقافة الإرشاد والعلاج النفسى لإزالة العوائق المانعة من الوصول إلى الارشاد أو العلاج النفسى السليم للمرأة.
بدأ تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والموروثة التي تخلط بين المعالجين الشعبيين والمشعوذين من جهة، وبين المرشدين والأخصائيين والمعالجين النفسيين من جهة أخرى في أولوية البحث عن دعم لا سيما وأن نسبة كبيرة جدا من النساء يعتقدن في أمور السحر والحسد والمس باحثات عن حلول لمشكلاتهن النفسية، ومن هنا يتكشف بإلحاح ضرورة تقديم الخدمات النفسية وثقافتها للمجتمع بشكل عام وللمرأة بشكل خاص بمراحل عمرها المختلفة ابتداء من طفولتها وانتقالا بمرحلة الكمون المؤقتة، ثم المراهقة بتقلباتها النفسية وما يصاحبها من تغير كبير في الهرمونات ينعكس على حالتها النفسية ويستمر معها على مدار حياتها متلازم بتقلبات مزاجية تحتاج لرعاية نفسية واعية.
فالمرأة كيان رقيق بطبعه في كل مراحل عمرها، مؤثرة في حياة ووجدان كل منا بنماذج مضيئة كالأم، والأخت، والزوجة، والابنة، هؤلاء جميعا يستحققن التفانى في الاهتمام وتقديم الرعاية.