ترامب ينتصر في معركة "السفير الأحمق" وبريطانيا تعلن استقالته
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، استقالة سفير المملكة المتحدة في أمريكا، السير كيم داروك، على خلفية تسريب مذكراتها التي انتقد فيها إدارة ترامب وسببت أزمة بين البلدين خلال الأيام الماضية.
وكانت قد شرعت الحكومة البريطانية في إجراء تحقيق في تسريب رسائل إلكترونية من السفير البريطاني في واشنطن وصفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "حمقاء" وتفتقر للأمان والكفاءة.
وجاء ذلك في أعقاب تصريح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني، توم توغندهات، " أيا كان المسئول عن التسريب يجب أن يُحقق معه".
ووصفت الخارجية البريطانية تسريب المذكرات الدبلوماسية، التي نشرتها صحيفة "ذي ميل أونلاين" البريطانية الأحد، بأنه "تصرف مُضر"، لكنها لم تنف صحة الوثائق المسربة.
ولم يعلق البيت الأبيض بعد على محتوى المذكرات الدبلوماسية المسربة، وأكدت الخارجية البريطانية أنها ستشرع بتحقيق رسمي بشأن هذه التسريبات.
وكان السفير البريطاني في واشنطن السير كيم داروك قال إن البيت الأبيض يعاني من "خلل جسيم" وانقسام تحت قيادة دونالد ترامب.
لكنه حض في الوقت نفسه على أن الرئيس الأمريكي يجب أن لا يستبعد.
وقال السير كيم: "لا نعتقد حقا أن تلك الإدارة ستصبح بشكل فعلي أكثر طبيعية وأقل اختلالا في الأداء، وأقل تقلبا وتقديما لسلوك لا يمكن توقعه، وأقل انقساما بين الفصائل المتنافسة،وأقل حمقا في الناحية الدبلوماسية".
وتساءل عما إذا كان البيت الأبيض، في ظل الإدارة الحالية، "سيبدو كفوءا" في أداء مهماته.
وعلى الرغم من أن السير كيم قال إن ترامب كان "منبهرا" بزيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة في يونيو الماضي، لكنه حذر من أن إدارة ترامب سوف تستمر في التركيز على مصالحها فقط، وهو ما اعتبره السفير البريطاني "ترسيخا لمبدأ 'الولايات المتحدة أولا'".
وتوقعت المذكرات الدبلوماسية المسربة أن تطفو الخلافات الأمريكية البريطانية، حول قضايا مثل التغير المناخي وحريات الإعلام وعقوبة الإعدام، على السطح مع اقتراب الجانبين من تعزيز العلاقات التجارية بينهما بعد البريكست.
وقال السير كيم لكي توصل ما تريد للرئيس "تحتاج إلى أن تجعل ما تقصده بسيطا، بل وحتى مباشرا حد الفجاجة".
وانتقد زعيم حزب "بريكست" البريطاني، نايجل فاراج، تعليقات السير كيم واصفا إياه بأنه "غير مناسب تماما لعمله" قائلا "الأفضل هو مغادرته لمنصبه بأسرع وقت ممكن".
وقال السير كيم "من غير المرجح أن تصبح السياسة الأمريكية في التعامل مع إيران أكثر اتساقا في أي وقت قريب"، لأن "هذه الإدارة منقسمة على نفسها".
وتغطي الملفات المسربة فترة منذ 2017 وحتى الآن، وتشمل انطباعات أولية من السفير البريطاني بشأن تقارير إعلامية عن "اقتتال داخلي ضارٍ وفوضى" في البيت الأبيض، تصفها بأنها "صحيحة في الغالب".
كما توفر هذه الوثائق تقييما لمزاعم التواطؤ بين الحملة الانتخابية لترامب ومسؤولين روس، وهو التقييم الذي أشار إلى أن "السيناريو الأسوأ لا يمكن استبعاده"، على أن التقرير النهائي للمحقق الخاص في هذه القضية، روبرت مولر، خلص إلى عدم توفر أدلة كافية لإثباتها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الناس يتوقعون من الدبلوماسيين أن يوفروا للوزراء "تقييما صادقا وصريحا" للأوضاع السياسية في البلاد التي يعملون فيها.
وأضاف: "ولا يعني ذلك بالضرورة أن يتبنى الوزراء أو الحكومات وجهات النظر هذه، لكننا ندفع لهم ليقولوا الحقيقة".
وأشار إلى أن الوزراء وموظفي الدولة يتعاملون مع توصيات الدبلوماسيين "بالطريقة الصحيحة" ويجب أن يكون السفراء قادرين على إيصالها بسرية.
وقالت السفارة البريطانية في واشنطن إن لديها "علاقات قوية" سوف تستمر مع البيت الأبيض رغم "السلوك المُضر" في مثل هذه التسريبات، وفقا لمتحدث باسم السفارة.
هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السفير البريطاني لدى بلاده، السير كيم، واصفًا إياه بـ "الفتى الغبي جدًا والمتعجرف".
وقال ترامب في سلسلة تغريدات : "السفير الأحمق الذي فرضته بريطانيا على الولايات المتحدة، هو شخص لسنا سعيدين به، إنه غبي جدًا".
وجدد ترامب انتقاده لتعاطي لندن مع ملف بريكست بالقول: "ينبغي للسفير البريطاني، أن يتحدث مع بلاده ومع ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، حول مفاوضات بريكست الفاشلة، وألا ينزعج من انتقادي للطريقة السيئة التي عولج بها الملف".
وتابع: "أبلغت تيريزا ماي كيف ينبغي التعامل مع الملف، لكنها مضت بأسلوبها الأحمق، ولم تكن قادرة على حله، يا لها من كارثة!".