بين مؤامرة الإنجليز.. وخيانة الإخوان
هناك تشابه كبير بين ما حدث في ٢٦ يناير ١٩٥٢ وما حدث في ٢٨ يناير ٢٠١١ فيما يخص حريق القاهرة، حيث برأت الوثائق البريطانية الملك فاروق، وجزمت أنه ليس وراء حريق القاهرة ولم يكن متورطًا بأي حال من الأحوال في الحريق.
وأن جهاز المخابرات البريطانية الذي توغل داخل المجتمع المصري، واستطاع تجنيد عدد كبير من الأفراد في جميع المؤسسات، هو الذي قام بحرق القاهرة مستخدمًا مجموعة من العصابات المنظمة التي أدت مهمتها بطريقة محترفة.. المخابرات البريطانية نجحت في بسط نفوذها وتشكيل شبكة جاسوسية تعمل لصالحها، وكان الهدف من الحريق القضاء على كتائب الفدائيين بقناة السويس..
الصورة تكررت في أحداث ٢٨ يناير ٢٠١١ حيث قامت جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانهم بإشعال النيران في القاهرة، والتهمت النيران معظم مؤسسات ومفاصل الدولة المصرية، وأقسام الشرطة واقتحمت السجون وإطلاق سراح الإرهابيين والقتلة والمجرمين والسفاحين المحكوم عليهم في قضايا إرهابية لبث الفوضي في شوارع المحروسة، وترويج الشائعات التي تثير الفتن وزعزعة الاستقرار، ووجهوا الاتهامات للنظام في ذلك الوقت بأنه وراء فتح السجون على مصراعيها لقتل المتظاهرين.
كانت قاهرة المعز في حالة يرثي لها وكان هدف الجماعة الإرهابية هو حكم مصر.. لقد حققت الجماعة الإرهابية مآربها، واختارت طريق الشيطان ونفذت أطماعها بالهيمنة على كل مفاصل الدولة، وأعتلوا حكم مصر.. وفجأة جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقامت الثورة المجيدة في ٣٠ يونيو لتقضي على أطماعهم وأحلامهم وطردهم من حكم البلاد، وهذا هو جزاء كل خائن أو قاتل أو عميل. فمصر ولادة وشعبها قادر على الصمود ومواجهة الأزمات والصعاب مهما كانت التحديات.