خبيرة نفسية تحذر الآباء من تعليم الأطفال النفاق
هناك فرق كبير بين المجاملات الاجتماعية والنفاق، فأن تجامل شخصا بكلمة طيبة، أو أن تقدم له هدية بسيطة في مناسبة خاصة، يختلف كثيرا عن أن تنافقه وتخبره بما ليس فيه، لمصلحة شخصية تأتي من خلاله.
وما لا يدركه الآباء أن الأطفال يرصدون تلك السلوكيات ويبدأون في تقليدها؛ لأنهم ينظرون لوالديهم كقدوة يحتذون بها في حياتهم.
وتشير الدكتورة أمنية ماهر الخبيرة التربوية والنفسية، إلى أنه من الخلافات والنقاشات التي تثار في الكثير من البيوت المصرية، هي تلك المتعلقة بزيارة الأهل، سواء أهل الزوجة والتي يعترض عليها الزوج، أو أهل الزوج التي لا تحبهم الزوجة، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة إذا تمت مناقشته أمام الأبناء، لأنه سيشكل فكرهم تجاه العائلتين.
وتضيف الدكتورة أمنية أن هناك أمرا آخر، وهو أن الطفل بعد أن يرصد كراهية أي طرف من الوالدين لبعض أفراد العائلة، سيجده يتحدث معه بمحبة مفتعلة في العزومات والتجمعات العائلية، مما سيرسخ سلوكا آخر سلبيا في عقلية الطفل، وهو النفاق الاجتماعي.
وتلفت الدكتورة أمنية إلى أن الطفل يراقب ويستمع لكل كلمة وفعل، تصدر من والديه، ويتعجب أيضًا من تضارب التعامل والمحادثات، فبعد أن كانوا يتحدثون بسوء عن بعض الأشخاص، عند مقابلتهم يتعاملون بحب ومودة.
وكذلك يفعلون نفس الأمر، عندما يحادثون أحد الأصدقاء أو الأقارب على الهاتف بكل مودة وحب، وبعد انتهاء المكالمة يذكرونه بالسوء.
فاحذروا تعليم أبناءكم الزيف والنفاق الاجتماعي، دون أن تلتفتوا لذلك، فأنتم القدوة.