السياحة ليست "فهلوة"!
لن تتطور السياحة في بلدنا، وتصمد أمام المنافسة العالمية، ما لم تستفد من البحوث العلمية التي تجرى في كليات السياحة بالجامعات المصرية. انتهى زمن "الفهلوة "والاعتماد فقط على خبرة رجال الأعمال الذين بعملون منذ سنوات في مجال السياحة رغم أهميتها..
ولكن الخبرة وحدها لا تكفى. وليس سرا يذاع أن المنافسة العالمية لاجتذاب أفواج سياحية لم تعد تترك مجالا للممارسات العشوائية، خاصة بعد أن أصبحت السياحة تمثل المصدر الرئيسى للدخل القومى في دول عديدة.
ومن أسف أن مصر لم تحصل على نصيبها العادل من كعكة السياحة، بما يتناسب مع المميزات التي تنفرد بها، سواء كنوزها الأثرية التي تبهر العالم، أو ما تحظى به مدنها في مجال الطبيعة والمناخ المعتدل، ولاشك أن تجاهل البحوث العلمية التي تجرى في جامعاتنا يعتبر من الأسباب الرئيسية سواء في تشخيص المشكلات واقتراح الحلول، أو تقديم أفكار جديدة تستند إلى العلم وحده.
والغريب أن التنسيق يكاد يكون مفقودا بين الجامعات والوزارات المسئولة عن السياحة، والأغرب أن عشرات وعشرات الرسائل الجامعية التي تجرى في كليات السياحة لنيل درجات الماجستير والدكتوراه لا يستفاد من نتائجها.. وتظل حبيسة الأدراج في المكتبات الجامعية، وكأننا نمتلك رفاهية البحث العلمى لمجرد البحث، وليس لتطبيقه على أرض الواقع..
والنتيجة إهدار جهود الباحثين التي تستمر سنوات، من أجل التوصل إلى منتج قابل للتطبيق. ويبدوا أن دور وزارة السياحة غائبا، سواء في متابعة ما يعد من بحوث جامعية، وتشجيع الباحثين، أو في التنسيق بين رجال الأعمال الذين يعملون في المجال وكليات السياحة، بما يعود بالفائدة على الطرفين.
مساعى وزيرة السياحة للاتصال مع الدول واجتذاب السياح لن تحقق النتائج المرجوة، إذا لم تصحح من أوضاع خاطئة تؤثر على سمعة السياحة، وتستفيد من العلم في تلك المواجهة. سعدت الخميس الماضى بحضور مناقشة رسالتى دكتوراه في كلية السياحة بالفيوم، إحداها من الباحثة "دولت عزالدين شكرى"، حول التسويق الإلكترونى لسياحة التراث في مصر، الفرص والتحديات ونالت عنها شهادة الدكتوراه.
اقتحمت الباحثة مجالا جديدا وقدمت وجهات نظر جديرة بالاهتمام، كما قدم الباحث "أحمد غيث عبد الحليم" رسالة شديدة الأهمية عن السياحة البيئية التي أصبحت تجتذب ملايين السياح.. ومازالت تحبو في مصر.. ويبقى أن تجد تلك البحوث طريقها للتطبيق.