رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة الأسد.. الرئيس السوري يجري تغييرات في أركان الدولة العميقة

 بشار الأسد
بشار الأسد

تسربت أنباء من الداخل السوري، حول قيام الرئيس بشار الأسد، بسلسلة تغييرات أمنية في أركان الدولة العميقة، شملت ترقيات وإقالات، وبحسب ما توفر من معلومات تم ترقية اللواء علي مملوك نائبا لرئيس الجمهورية للشئون الأمنية، فيما تم تكليف اللواء ديب زيتون برئاسة مكتب الأمن الوطنى –المخابرات- خلفا لـمملوك.


وتأتي التغييرات الأمنية الجديدة في إطار تغييرات واسعة أجراها النظام السوري، أمس الأحد، على قيادة أفرع المخابرات الرئيسية في سوريا، وشملت شعب الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي والجنائي.

ولا تعلن دمشق في العادة بشكل رسمي عن التعديلات التي تطال القوات الأمنية والعسكرية في صفوفه.

إلى ذلك تحدثت وسائل إعلام محلية وعربية عن إقالة، أربعة ضباط أمن، دفعة واحدة، يقودون أشد المؤسسات الأمنية، وعيّن مكانهم، ضباطًا آخرين سبق وتم إدراجهم في لوائح عقوبات أوروبية وأمريكية.

وفيما كانت بعض إقالات رؤساء الأجهزة الأمنية، بمثابة تعديل أقرب للروتيني، يجريه نظام الأسد كتغيير مدير الأمن الجنائي، جاءت إقالة اللواء جميل الحسن، مدير الاستخبارات الجوية، مفاجئة حتى لأنصار النظام الذين اختفوا منذ أيام، بزيارة اللواء الحسن، إلى إحدى المناطق بين ريفي إدلب وحماة.

وتأتي إقالة اللواء الحسن الذي حل مكانه اللواء غسان جودت إسماعيل، الذي يعتبر أحد أبرز مفاصل النظام السوري الأمنية، منذ ثمانينات القرن الماضي، بعد الإشارة الحمراء التي وضعها الإنتربول الدولي على اسمه، للقبض عليه بصفته مجرم حرب كانت له اليد الطولى بسفك دماء المتظاهرين السلميين منذ عام 2011، وبعد سلسلة العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية بحقه.

واشتهر الحسن باقتلاع حنجرة المعارض السوري، غياث مطر الذي اعتقلته استخبارات الجوية بتاريخ 6 سبتمبر عام 2011، ثم سلّم إلى أهله بعد أربعة أيام من اعتقاله، وهو جثة هامدة، بعد اقتلاع حنجرته. وأكدت مصادر سورية معارضة، أن الحسن لم يكتف فقط بالأمر باقتلاع حنجرة المعارض مطر، بل أشرف شخصيا على تنفيذ العملية التي هزّت الرأي العام الدولي في ذلك الوقت.

وحتى حينها لم تتضح بعد أهداف الرئيس السوري، بشار الأسد، من هذه التغيرات التي طالت أركان الدولة العميقة، وتضاربت التحليلات بين وجود ضغوط روسية بهدف التجهيز لمرحلة تسوية كبيرة، وأخرى اعتبرت القرارات مجرد ترتيبات اعتيادية بهدف الدفع بدماء جديدة تمتلك رؤية أفضل في التعامل السياسي مع الأزمة.
الجريدة الرسمية