رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: رحل هاني أبوريدة ومجلسه.. وماذا بعد؟!

زغلول صيام
زغلول صيام

على مدار ربع قرن أتابع الحركة الرياضية وبوجه خاص شئون اتحاد الكرة، وعاصرت حل اتحاد الكرة بالإقالة أو الاستقالة ومررنا بنفس ما نمر به هذه الأيام وأخشى ما أخشاه أن ندخل مرحلة "التيه" حيث نظل ندور فيها سنوات ويكون "المولد انفض".


نحن على أعتاب بداية انطلاق تصفيات المونديال والقرعة يوم 22 يوليو، ولدينا أجندة دولية خلال شهر سبتمبر لا بد من استغلالها حتى يقف الجهاز الجديد على التشكيلة، أو القوام الأساسي الذي سيعتمد عليه، وأن نحسم هوية المدير الفني بدلا من الجدل العقيم.

ورغم إنني انتقدت اتحاد الكرة في عز قوته حتى وهو فائز ومتربع على قمة مجموعته في بطولة الأمم الأفريقية، ولكن الآن لا بد من رجل راشد عاقل حاسم بدلا مما نراه الآن.

بين عشية وضحاها تحول مجلس إدارة اتحاد الكرة إلى مجموعة لصوص وقطاع طرق وفيهم كل الموبقات رغم أن هذا المجلس بادر بتقديم استقالته انطلاقا من المسئولية الأدبية فقط ثم ظهرت بعد ذلك أحاديث وجدل نحن في غني عنه، مثل قرارات منع من السفر أو قرارات ضبط وإحضار، والحقيقة أننا دولة مؤسسات، والأجهزة الرقابية لدينا يقظة جدا ولا تؤجل مخالفة أو رصد أي أمور غير منضبطة على حسب النتيجة.

مصر أكبر من ذلك بكثير، وأعتقد أن المخالفات تأخذ مجراها الطبيعي في التحقيقات، طالما أنها ليست رشوة أو أمورا جنائية وهذا ما أعرفه منذ المونديال، وبالتالي علينا أن ننظر بعين الرحمة لأن كل واحد فيهم لديه أسرة وأهل.

أما عن اللاعبين الذين وصمناهم بكل ما هو ناقص ونحاول أن نوئدهم فلا بد أن نعرف أننا في حاجة إلى مجموعة كبيرة منهم بعد شهور قليلة.. شيء من العقل والهدوء حتى لا نهدم المعبد على من فيه.. اللاعبون هم أكثر المتضررين لو حسبنا الأمر من الجانب المادي، لأن الفوز معناه مكافآت و"فلوس"، وعلى الجانب المعنوي تكريم وخلافه.. وهل أصبح محمد صلاح وتريزيجيه وغيرهم يتحملون ذلك؟.. بالطبع لا.

العقل والمنطق يقول: يجب أن ندعمهم ونحاول الهدوء اذ كنا جادين في العودة سريعا بدلا من التنكيل بهم.. أليس هذا هو محمد صلاح نجم الشباك الأول في إنجلترا؟

ولا يجب أن نحمل أحدا فوق طاقته.. الوزير تسلم المهمة وحاول أن يفعل شيئا ولكن "ما باليد حيلة" في ظل رجل تسلم مهمته بعد أن تم إقرار قانون قيد يده في فعل شيء وقيد أي وزير من أن يتخذ قرارا في ظل فزاعة الهيئات الدولية، ولكن على كل الأحوال لا بد من الوصول لحل سريع، وأعتقد أنه واضح وضوح الشمس وهو تنفيذ اللوائح والقانون بدون تسويف ثم بعد ذلك فرصة لتحقيق الأهداف.

نعم الوقت عامل مهم إذا كنا جادين في تعديل المسار ولدينا خبرة كبيرة وأعتقد أن الأمور لم تصل لحد الانهيار وما حدث مع الفريق الوطني أمر وارد جدا وحدث كثيرا ولم يسلم مدرب واحد أو مجلس إدارة اتحاد كرة في التاريخ من لحظات الانكسار.. شحاتة والجوهري وزاهر وحرب الدهشوري وغيرهم الكثيرون.. أتمنى ألا يتكرر سيناريو 2004، وأعتقد أن الوزير كان موجودا في ظروف مثل تلك وكانت النتيجة اختيار تارديللي وما أعقبه من توديع مونديال 2006 قبل أن يتدارك مجلس عصام عبدالمنعم الموقف، ويختار جهاز حسن شحاتة لتكون بداية مسيرة الإنجازات.

سيادة الوزير.. دعك من اللجان وغير فالانتخابات ممكن أن تجري في أقل من 60 يوما وينتخب مجلس له كافة الصلاحيات وبالتالي لا بد من الإسراع في ذلك حتى لا يأتي مجلس بقول إنه غير مسئول عن اختيار المدرب وندور في حلقة مفرغة.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية