زغلول صيام يكتب: وهم "هولندا" في وزارة الشباب والرياضة
على مدار أيام وأنا أحاول التركيز في بطولة الأمم الأفريقية فقط، ولكن أعود من جديد مدعوما بحس وطني من أجل إطلاق صافرات إنذار وتحذير للمسؤولين داخل وزارة الشباب والرياضة وفي مقدمتهم صديقي الوزير الدكتور أشرف صبحي، فيما يخص إعلان الشراكة مع إحدى الشركات أراها تبيع الوهم للشباب والمواطنين في كل أرجاء المعمورة.
الحكاية ببساطة أن الشركة وقعت بروتوكول مع وزارة الشباب للكشف عن المواهب في كل أنحاء مصر المحروسة واختيار 40 شخصا أو موهوبا للسفر إلى هولندا للمشاركة في بطولة ودية، وفتح آفاق الاحتراف الخارجي أمامهم.. شيء عظيم وهدف نبيل.. ولكن وتحت كلمة "ولكن" مليون خط.
لقد قلت من قبل إن الاحتراف في أوروبا غير مفتوح لأقل من 18 عاما، وثانيا أن أي بطولة في أي مكان يجب أن تعرف الفرق المشاركة فيها ونظامها ومن سيتابعها، حتى ولو قالت الشركة إنها ستمنح جوائز خاصة بالسفر للفسحة إلى هولندا يجب عليها تحديد هذه الأماكن.
ثم بدأت عمليات الاختبارات دون وجود كوادر محترفة لديها، هل العين هي التي تقول إن هذا اللاعب موهوب أم لا؟!، ولكن يبدو أن شراء الاستمارات هو الهدف الأسمى، ولقد أرسلت مندوبا من طرفي إلى الاختبارات في مركز شباب الساحل فوجد العجب العجاب.. أناس من قنا وأسوان والوادي الجديد تكبدوا مشقة الوصول إلى القاهرة بحثا عن وهم السفر إلى هولندا، والأكثر أن من يفشل في الاختبار من الممكن أن يدفع 114 جنيها ويعيد الاختبار من جديد.. كيف؟ هذا ما يحدث بالضبط.
لقد تحدثت مرارا وتكرارا عن أن الموضوع أشبه بـ"الفنكوش" وبيع الوهم للناس، وكنت أربأ بالوزارة ألا تتدخل في هذا الموضوع.
عموما مستمرون حتى نطمئن بأنفسنا أن أولادنا سافروا هولندا وشاركوا في بطولة دولية، وإن لم يحدث فإن الناس لن تبحث عن الشركة، بل إن الوزارة هي بنفسها المسؤول لأن الناس وثقت فيها، خاصة أن اسم الوزارة على الاستمارة، وأرجو أن يخيب الله ظنوني.
ملحوظة: تواصلت مع المدربين الذين أكدت الشركة أنهم سيكونون في لجنة الاختبار، وأكدوا لي أن الموضوع بالنسبة لهم إعلان وانتهى الأمر عند هذا الحد، وأنهم سيقاضون أي شخص يستغل أسماءهم.