رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ السينما فى مصر.. بلا فيلم (2)


في فيلم "تاريخ السينما المصرية" قدم المخرج "أحمد كامل مرسي" المشاهد الخالدة ذات القيمة الفنية في أفلامنا القديمة. منها مشهد الدراجات في "سلامة في خير"، مشهد الأم "فردوس محمد" عندما تفاجئ ابنها "محسن سرحان" وهو يسرق مجوهراتها في "حياة الظلام"..


ومشهد قتل الراقصة "زينات علوي" في فيلم "ريا وسكينة"، والمشهد الذي ظهر فيه جورج أبيض وزكي طليمات في "أرض النيل"، ومشهد فزع الفلاحين من التطعيم في "صراع الأبطال"، ومشهد الغزل بين فاطمة وسي محمد على السلم في فيلم "العزيمة"، والمشهد الختامي في "باب الحديد" الذي نرى فيه قناوي بائع الجرائد يهم بقتل هنومة بائعة الكازوزة فوق قضبان القطار.

ومشهد مصرع المعلمة شفاعات "تحية كاريوكا" في فيلم "شباب امرأة"، ومشهد محاولة الفلاحة "فاتن" الانتحار في "الحرام" وهي كلها مشاهد خالدة في تاريخ السينما المصرية.

اكتفى المخرج بتقديم "المقدمة الإعلانية" لبعض الأفلام التي ظهرت في الستينيات، وقت تصوير الفيلم، وإذا كان هذا مقبولا في أفلام المراحل السابقة لسنة 1940 حيث يتعذر الآن الحصول على نسخ منها، فلا مبرر في الأفلام التي ظهرت في السنوات العشر في الستينيات والتي كانت نسخ منها تعرض في دور العرض آنذاك.

كما استخدم صورا ثابتة لأفلام "مصطفى كامل" و"جميلة"، وهذان الفيلمان موجودان، فلماذا لم يقدم المخرج مشهدا من كل منهما مع التعليق المناسب.

رغم أن فيلم "مصطفى كامل" من إنتاج شركة فيلمنتاج وهي إحدى شركات القطاع العام سنة 1950، 1951 إنتاج فيلم "مصطفى كامل" وفيلم "جميلة" أيضا من إنتاج وتوزيع شركة أفلام الفنانة الكبيرة ماجدة.

ومن الجميل حقا أن "كامل مرسي" كان يبدي رأيه أحيانا في بعض الأفلام، فمثلا وصف فيلم "اللص والكلاب" بأن الناحية البوليسية فيه تغلب على الناحية النفسية.

الفيلم تشوبه بعض الأخطاء التاريخية ففيلم "تحت ضوء القمر" قيل أنه أول فيلم مصري ناطق. والصحيح أنه عرض صامتا في 1930، ثم عرض في يوليو 1932 بمصاحبة اسطوانات عادية عليها بعض مشاهد مسجلة فيها حوار وفيها موسيقى، ولكن هذا حدث بعد ظهور "أولاد الذوات" في 21 مارس 1931 وظهور "أنشودة الفؤاد" في أبريل 1932.

وقيل: إن الاستوديو الذي أنشأه "يوسف وهبي" في الجيزة تشغل مكانة الآن سينما الفانتازيو، والصحيح أن ستوديو وهبي أو ستوديو الجيزة لا يزال حتى الآن في مكانه خلف سينما الفانتازيو! وزيارة قصيرة لميدان الجيزة كانت تكفي لتصحيح الخطأ!

خطأ ثالث، جاء في التعليق أنه حتى سنة 1962 عندما ظهر القطاع العام كانت السينما المصرية قد أنتجت نحو 1200 فيلم روائي طويل، ومثل هذا العدد من الأفلام القصيرة!

وهذه مبالغة مدهشة جدا، أن الأفلام القصيرة التي ظهرت في تاريخ السينما المصرية كله لا يمكن بالتأكيد أن تصل إلى ثلث أو ربع هذا الرقم.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
الجريدة الرسمية