«فيتو» تحاور المصورة المغربية صاحبة دموع «وداع الكان»
مع إطلاق الحكم الأنجولى هيلدر مارتينيز صفارته معلنا انتهاء مباراة المغرب وبنين، بهزيمة أسود الأطلسي بضربات الترجيح وصعود فريق السناجب إلى دور الثمانية، انسابت الدموع من أعين المصورة المغربية صفاء سراج الدين، حزنا على توديع فريق بلادها لبطولة الأمم الأفريقية.
"سراج الدين" التي واجهت صعوبات جمة للمشاركة في تغطية فاعليات البطولة الأهم في القارة السمراء، وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه، فبينما تقتضى مهام عملها التركيز في الملعب، واصطياد لقطات مميزة بكاميرتها الصغيرة، كانت مشاعرها مع كل ركلة يسددها لاعبو الفريقين، كانت تدعو الله أن يوفق لاعبى المغرب، لعبور تلك المباراة الصعبة، لكن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهى سفن المحبين.
أمام الوطن يتراجع كل شيء، لم تتمالك المصورة الشابة نفسها ودخلت في نوبة بكاء مريرة، سجلتها عدسات زملائها المصورين: "هذه لحظة لن تمحى من ذاكرتي ستظل راسخة في ذهني إلى الأبد، لكني لم أفقد الأمل في منتخب بلادي ولنا عودة في بطولات أخرى قادمة".
كانت صفاء تُمنى النفس بوصول فريقها إلى المباراة النهائية وإحراز اللقب، لكن الأمور سارت عكس رغبتها تماما، وحققت بنين مفاجأة من العيار الثقيل: "أصبت بحسرة وحزن شديد فور خسارتنا أمام بنين، كنت أتمنى أن نصل إلى ما هو أبعد من ذلك، لم أستطع تمالك نفسي وانهمرت بالبكاء فور خروجنا من البطولة".
دموع المصورة المغربية عبرت عن صدمة الشعب المغربي في منتخبه الوطني، وسقوطه أمام "السناجب"، أحلام وطموحات كبيرة كان ينتظرها جمهور أسود الأطلسي، لكن ما حدث كان صدمة وحسرة كبيرة.
في مرحلة مبكرة من حياتها وقعت صفاء ابنة الـ22 عاما في شراك حب التصوير، وتمنت أن تكون مصورة تلتقط بكاميرتها أجمل اللقطات، خصوصا في عالم الساحرة المستديرة: "في صغري كنت أذهب مع الأسرة إلى الإستاد لمشاهدة مباريات نادي الرجاء، كنت أنظر إلى المصورين الصحفيين ومدى قربهم من الملعب، وأتمنى أن أصبح مثلهم يوما ما، لذا قررت بعد أن أنهى البكالوريا أن أذهب لدراسة فن التصوير الصحفي وخاصة الرياضي".
كان دخولها عالم التصوير الرياضي جديدا على المجتمع المغربي، هم اعتادوا أن يروا الذكور فقط في الملعب، لكن شجاعتها وجسارتها ودعم أسرتها لها كانا أكبر من أي تحدٍ: " حددت هدفي من البداية أكون مصورة رياضية، في المجتمع الرياضي المغربي، ليس هناك سوى 3 صحفيات فقط في المجال الرياضي، أنا ومعي زميلتان اخريان لكن ذلك مثل دافعا أكبر لي".
أنهت صفاء 3 سنوات دراسة في المعهد العالي لفنون التصوير، وبدأت أولى مهامها الميدانية عام 2015 في الميدان، من خلال موقع كيفاش تي في التابع لمجموعة ميد راديو، كانت مباراة نادي الرجاء في بطولة الدوري في مواجهة فريق شباب الريف الحسيني: "كانت فرحة يشوبها خوف في آن واحد، كانت الجماهير بالآلاف في المدرجات تسمع أصواتهم مع كل هجمة، كنت تنندفع بمشاعرها تارة وتحافظ على رباطة جأشها تارة أخرى، كانت تلك تجربتها الأولى التي لن تمحى من ذاكرتها".
حصلت صفاء على دعم من البيئة المحيطة، شاركت في العديد من التغطيات الميدانية لبطولات مختلفة سواء داخل المغرب أو خارجها، تمكنت من إثبات نفسها في التصوير الصحفي الرياضي: "بالتأكيد لم يكن الطريق ممهدا بالورود، كان هناك عقبات كثيرة إلا أن دعم الأسرة والأصدقاء وشغفها بمهنة التصوير أقوى من أي محاولات لعرقلة مسيرتها المهنية".
تعد البطولات القارية واحدة من أهم المناسبات الرياضية التي يحرص المصورون الصحفيون على المشاركة في تغطيتها، لذا مثلت بطولة الأمم الأفريقية نقطة انطلاق جديدة لـ"صفاء" إلا أنها واجهتها صعوبة كبيرة في الالتحاق ضمن الوفد الصحفي المغربي: " الأمر كاد أن ينتهي دون أن يتم ضمي للوفد المغربي الصحفي، إذ تأخر وصول الموافقة على حصولي على التصريحات اللازمة للانضمام، ولكن نجحت بعد محاولات كثيرة في أن أحصل على التصريح وأصبحت الفتاة الوحيدة ضمن الوفد الصحفي المغربي المسافر بصحبة المنتخب الوطني".
حال المرض بين صفاء وحضورها موعد انطلاق البطولة، ومع ذلك لم تفقد حماستها للالتحاق بالوفد الصحفي المغربي: "بعد أن حصلت على التصاريح اللازمة في اليوم الأخير للمهلة المحددة، أصبت بوعكة صحية منعتني من السفر منذ بداية البطولة، وفور أن تمكنت من الوقوف على قدمي قررت السفر إلى مصر لمزاولة عملي، إذ التحقت بالبطولة بعد نحو 4 أيام من انطلاقها".