رئيس التحرير
عصام كامل

اطلب من الله!


قال لنفسه: يجب علي أن أعرف أولا ماذا أريد.. ليس فقط لكي أسعى لإنجاز كل شيء، ولكن أيضا كي أدعو الله ليحققها لي.. دعائي مستجاب فلمَ لا؟ لقد دعوته منذ فترة واستجاب.. ومن قبلها واستجاب.. رغم تقصيري في أداء فرائضه!


ثم قال لنفسه بعد فترة: الأمنيات من الله كثيرة.. سأكتفي بأهمها عندي.. فهو الآن أهم طلب أتمنى من الله تحقيقه.. الباقي يمكن أن يتحقق حتى على وقت طويل.. ثم توجه بالدعاء إلى الله عن حاجته!

بعد فترة أطول تحدث إلى نفسه وقال: ما هذا الذي فعلته؟ أنا حزين وخجلان من نفسي جدا.. كيف أفكر بهذه الطريقة؟ كيف أظن بالله ذلك؟ عندما رتبت أمنياتي وفق أهميتها ظننت بالله أنه سيستجيب لأمنية واحدة فقط! الله الكريم العاطي لا يصح أن نفكر به كما نفكر في البشر.. سبحانه ليس كمثله شيء، ليس فقط في الأوصاف وإنما أيضا في السلوك..

لن يقول الله كما يقول الناس أعطيته كذا فكفى! لا.. بل كرم الله لا حدود له.. لا شبيه له.. لا نهاية له.. البشر يضجرون من الطلب منهم، وهو وحده سبحانه من يحب أن يطلب عباده منه.. البشر يقسمون ما عندهم وما يقدرون عليه على المحيطين بهم أما هو سبحانه فلا حدود لما يعطيه.. فقط ادعوه بحسن الظن به..

ثم اعتدل وقال: سأدعو الله أن يستجيب لي ويحقق كل أمنياتي.. كلها بلا استثناء.. وسيحققها لي كلها وبلا شروط.. رغم تقصيري في واجباتي تجاهه لكن هذا أيضا من سمات البشر وليس من سمات الإله.. البشر يحسبون واحدة في مقابل واحدة.. لكن الغني عن العالمين لا يقايض شيئا مقابل شيء.. ثم رفع يده إلى السماء يعتذر ويطلب من الله المغفرة لأنه في لحظة نسي صفات الخالق العظيم، وتصور لفترة أن رب الأرض والسماء يمكن أن يتعامل كما يتعامل أهل الأرض..

طلب من الله المغفرة وقام للدعاء.. وفي سره يقول: تفاءل واطلب من الله وحده.. ووحده وفقط سبحانه..
الجريدة الرسمية