أوجاع النخيل.. سوسة النخيل الحمراء «إيدز المحصول».. وقلة الأيدي العاملة أبرز الأزمات.. مصانع بير السلم وتسعيرة المحافظة ضمن القائمة.. والتسويق مشكلة المزارعين الصغار
يعاني مزارعو النخيل عموما وفى الوادي الجديد بصفة خاصة من سوسة النخيل الحمراء، والتي تعرف بإيدز النخيل وهي الحشرة الأخطر على الإطلاق، ومعروفة في معظم الدول العربية التي تزرع وتصدر التمور كالسعودية والبحرين والإمارات، وظهرت لأول مرة بالمحافظة منذ نحو 14 عاما، وانتقلت من مكان لآخر حتى أصبحت شبحا مخيفا يلقي بظلاله على هذه الثروة القومية الكبرى.
بداية الظهور
بداية ظهور الحشرة كان عام 2005 عندما جلبت محافظة الوادي الجديد أعدادا كبيرة من أشجار نخيل الزينة من الهند لزراعتها بالشوارع والميادين، والتي كانت محملة بهذه الحشرة الفتاكة التي أضرت بنخيل الواحات بشكل كبير، وتسببت في تقليص المساحات المزروعة وقلة الإنتاج نظرا لخطورتها، وسط محاولات مستمرة من الزراعة للقضاء عليها، وتكمن خطورة سوسة النخيل في أنها تستوطن قلب النخلة من الداخل وتتغذى عليه وتتكاثر بشكل سريع وتطير لمسافات بعيدة، بالإضافة إلى أنها لا يمكن السيطرة عليها بعملية الرش، لذلك يقوم المزارعون بقطع النخلة المصابة وحرقها لضمان عدم انتقال هذه السوسة إلى باقي النخيل.
التسويق
كما يعانى مزارعو البلح في الوادي الجديد من أزمة عدم تسويق المنتج بالشكل المطلوب واقتصار أغلب الإنتاج على السوق المحلي فقط، الأمر الذي يكبدهم خسائر كبيرة نظرا لعدم تحريك أسعار البلح من فترة في ظل ارتفاع تكلفة الأسمدة والعمالة والنقل، بالإضافة إلى رفع رسوم خروج البلح الخام من المحافظة لــ500 جنيه على الطن الواحد لتشجيع المصانع على العمل والإنتاج، وهو ما جعل المزارعين فريسة لكبار التجار وأصحاب المصانع المحلية المتواجدة بالمحافظة الذين أصبحوا يتلاعبون بالأسعار بالاتفاق المسبق فيما بينهم وسط تراجع دور المحافظة وعدم قدرتها على التحكم في الأسعار وحماية المزارع البسيط، بحجة ترك السوق مفتوحا للعرض والطلب.
الأيدي العاملة
تعاني صناعة التمور أيضا بشكل كبير من قلة الأيدي العاملة والعمالة الماهرة من الفتيات القادرة على تصنيع البلح، حتى إن هناك عددا كبيرا من المصانع توقف عن الإنتاج وتحول لمجرد مخازن للبلح الخام فقط لعدم قدرته على توفير العمالة الماهرة خاصة من الفتيات، بعكس قديما كان هناك إقبال كبير من الفتيات والشباب للعمل في المصانع خاصة في الإجازة الصيفية.
إلا أنه مع الأزمات المالية التي ضربت هذه الصناعة وقلة الأجور وتراجع دور القوى العاملة في مراقبة هذه المصانع أدى إلى إحجام كثير من الشباب والفتيات على العمل بها، كما أن هناك أزمة كبيرة تضرب وتهدد صناعة التمور بالوادي الجديد، وهى مصانع بير السلم ووحدات التصنيع غير المرخصة، والتي تعمل بعيدا عن مراقبة الصحة والزراعة والتموين وتتسبب في الإضرار بسمعة بلح الواحات، فهذه المصانع والوحدات لا تتبع الشروط الصحية، كما أنها لا تقوم بتصنيع المنتج بالدقة المطلوبة، بالإضافة إلى ممارسة الغش التجاري في الأصناف المصنعة وخلط أصناف رديئة بالأصناف الجيدة.