البطولة الأفريقية.. نجاح التنظيم أم الفوز باللقب؟!
لأول مرة أشعر بعدم الحماس وخيبة الأمل بخصوص مشاركات المنتخب الوطني في المنافسات القارية، بعد أن جاءت البدايات في البطولة الأفريقية المقامة حاليا على أرض مصر مخيبة للآمال، وغير معبرة عن سمعة وتاريخ المنتخب المصري في مشواره الطويل بالبطولات الأفريقية، خاصة وأنه يمتلك حصيلة كبيرة من الأرقام القياسية في هذه البطولة على مدار تاريخها.
ورغم كل هذه الحالة من الإحباط إلا أنني لن أكون حزينا في حالة عدم حصول المنتخب على البطولة، لسببين، الأول يتمثل في أن مستوى المنتخب ليس هو الأفضل من بين المنتخبات المشاركة، والثاني، يتمثل في أن نجاح البطولة تنظيميا وجماهيريا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد قد يكون بالنسبة لي بمثابة الفوز بالبطولة، خاصة وأن الكثيرين وأنا منهم توقعوا الفشل في التنظيم بحكم أن الوقت الذي كان متاحا لعملية التنظيم قصير جدا، ولكن حدث ما لم نتوقعه –والحمد لله أنه حدث– من نجاح باهر حكى عنه العالم كله في حفل الافتتاح وفي التنظيم وإن شاء الله يستمر هذا النجاح للنهاية.
وربما يخيب ظني ويعود المنتخب إلى ما كنا نتمناه في مباراة دور الـ 16 يوم السبت أمام جنوب أفريقيا، ويكون ما حدث في الأيام الماضية من مشكلات داخلية مجرد كبوة عابرة ودافع للاعبين لمصالحة الجماهير، التي ما زالت تأمل في أن يخيب ظنها وينجح المنتخب في الحصول على اللقب الثامن، خاصة وأن البطولة تقام في مصر.
وبعيدا عن منتخبنا وحالة الإحباط التي تسبب فيها رغم تصدر مجموعته بالفوز في 3 مباريات، فيعتبر المنتخب الجزائري ومن بعده المغربي هما أفضل منتخبين في البطولة وفقا لما شاهدناه في الدور التمهيدي من مستوى ثابت ولاعبين قمة في التركيز والروح المعنوية العالية، ومدربين على قدر كبير من الذكاء والقدرة على القيادة الفنية..
ولذلك أتمنى البطولة مصرية بكل تأكيد، وإذا لم يتحقق ذلك فسيكون فوز أحد المنتخبات العربية باللقب مصدر سعادة وفخر لنا جميعا.
وأخيرا.. يجب أن نقف ونساند "محمد صلاح" نجم منتخبنا، وأن لا نكون عامل سلبي في مستواه، خاصة وأنه ما زال الوحيد القادر على إحداث الفارق مع المنتخب في أي وقت.. فبدلا من حالة العشوائية التي أصابت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بخصوص "محمد صلاح" يجب أن نكون أكثر عقلانية، وأن نحافظ على هذا اللاعب الذي أصبح مصدر سعادة للمصريين والعرب.. حافظوا على "محمد صلاح" الله يكرمكم.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..