٣ يوليو عيد عزل "مرسي"!
في تاريخ الاحتفالات المصرية أيام صعدت وصمدت وأيام سقطت واندثرت. يحدث ذلك في السجل التاريخي لشعوب كثيرة. فمثلا سقط الاحتفال بعيد النصر على العدوان الثلاثى، وأظنه كان ٢٣ ديسمبر، وسقط عيد الجلاء، ١٨ يونيو، وبالطبع سقط عيد جلوس الملك، لأن الملكية نفسها سقطت، ورغم هذه الحقيقة فإن هناك اليوم ملوكا من الصعاليك متوجون متربعون على عرش من الأموال جزاء التحريض وبث الفتنة وتسخيط الناس وتخريب البلاد.
طبعا عيد الثالث والعشرون من يوليو لم يسقط ولن يسقط أبدا بإذن الله، ورغم أنى لست ناصرى السياسات، لكنى ناصرى الهوى الوطنى فيها، وطبعا عيد الأعياد وسيدنا وتاج رأسنا عيد السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، عيد تحرير الأرض.
ومن عجب أن البلاد تحتفل بعيد المؤامرة احتفالا غريبا مريبا، كأنما هي مقهورة عليه، كأنها تعيد مضغ المر والعلقم والخراب الذي اجتاحها في ٢٥ يناير.
احتفال على كره وعلى مضض، فمصر الرسمية تعلم أنه يوم التآمر والخيانة والسفاح، والدستور الرسمى يعتبرها ابنة شرعية للثوار!!
أيامها كان كل من لا مهنة له يمتهن الثورة فيحصل على وظيفة اسمها البك الثائر.
وعلى سبيل تجاوز العراقيل ودع من يعتبرها بنت حلال يفرح ومن يعتبرها مثلي بنت سفاح من تركيا وقطر والأمريكان يسب ويلعن ويبكي مرارة، فإن الجميع تحلقوا فرحين حول يوم من امجد أيام الوطنية المصرية، يوم اجتماع الأمة على رجل قلب واحد كما كان الحال في ثورة ١٩١٩.
ثورة وتفويض وخروج جماعي عارم بالملايين.
كل سنة، في الثلاثين من يونيو نحتفل ونفرح بحق لأنه يوم خروج الثلاثين مليونا يستصرخون أبناءهم في الجيش أن يخلصوهم من حكم العصابة الإرهابية التي خطفت الوطن واعتبرته تابعا للخليفة العثمانلى..
لكن العيد الحقيقى، من وجهة نظر الكثيرين كان الثالث من يوليو، يوم إصدار بيان خارطة الطريق وإدانة موقف رئيس جماعة الإخوان "محمد مرسي"، البيان الذي ألقاه وزير الدفاع وقتها الفريق "عبد الفتاح السيسي"، وكان قبلها عقد اجتماعا تشاوريا.
صيغة البيان كانت واضحة وكلماتها محسوبة، بدأ بأن القوات المسلحة لايمكن أن تصم آذانها أو أن تغط الطرف عن حركة الشعب في الشارع ونداء الناس بالتدخل، والملاحظ أنه استخدم تعبير الدور الوطنى وليس السياسي حين قررت القيادة العامة التدخل، وأكد انها لا تطمح لسلطة.
أدان البيان الحاسم موقف رئاسة الجمهورية وإصرارها قبلها بيوم ( ٢ يوليو) على ترويع الشعب وتهديده ورفض المصالحة الوطنية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
يعتبر بيان الثالث من يوليو بيان عزل "مرسي" وتولية رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد وفق إعلانات دستورية لحين إجراء انتخابات عامة جديدة هو العيد الحقيقي. ومن عجب أن وزير الدفاع وجه الدعوة إلى القوى السياسية كافة، فحضرها شيخ الأزهر والبابا تواضروس والبرادعي المتلعثم وطنيا وحتى السلفيون... بل وجهت الدعوة إلى الإخوان.. لكنهم كانوا اختاروا طريق المواجهة واعتصموا برابعة والنهضة واحتشدوا بالسلاح.
الثالث من يوليو عيد استرداد البلاد...
لكن الخطر لا يزال محدقا.. فأبواق الخراب تنعق وتنشر اليأس.. وتلك قصة مستمرة !