من "التحرير" لـ"العزل".. كيف انتهى حكم مرسي في مصر؟
في مثل هذا اليوم، غادر الرئيس المعزول محمد مرسي كرسي الحكم، بعد فترة عصيبة في تاريخ مصر، تكبروا وكانوا على درجة كبيرة من الغباء السياسي بحسب تعبير عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي السابق بالجماعة، ورئيس حزب مصر القوية الحالي، فما الذي حدث!
لم يكن يدور في خيال أحد، ومحمد مرسي يبدأ أيامه الأولى بحكم مصر في يونيو 2012، أن الرجل الذي يقف أمام الحشود في ميدان التحرير، يفك سترته ليؤكد أنه معهم، دون سترة تقي من رصاص محتمل، باعتباره من الشعب، هو نفسه الذي جاء من أجل تحقيق أهداف المتطرفين وحدهم، حتى لو كان أحد هذه الأهداف، تمجيد الذين كان لهم اليد الطولى، في تدبير الاغتيالات، وسفك الدماء، ومنهم الرئيس أنور السادات، إذ جلس مرسي مع المتهمين بقتله، وكرمهم في لفتة استفزازية للغاية، خلقت مخاوف داخلية وخارجية، من تحول مصر إلى حفرة عميقة، تهضم أساسات التطرف في المنطقة بأكملها.
وفي نوفمبر 2012، أقدم الإسلاميون على سنّ دستور مثير للجدل، منح مرسي لنفسه سيطرة تنفيذية كاملة، تتجاوز الإجراءات القضائية لضمان فرضه رؤى جماعته دون مزيد من النقاش، وأدى القرار إلى معارك قاتلة في الشوارع بين مؤيدي الإخوان، والتيارات السياسية وحتى أبناء الجماعة المنشقين عليها، ما أضطره للتراجع في غضون 10 أيام وألغى قراره، ولكنه كان بداية اللاعودة.
حرب الاستقطاب التي تسببت فيها الإخوان بالمجتمع المصري، أطلقت عليها الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة، تزامنت مع احتجاجات شرسة ضد مرسي، وظهرت الحملة الشعبية «تمرد» لتقود هذه الفعاليات، في المقابل انطلقت الجماعة في عنادها، مع أنها فقدت أي سلطة فعلية، على الأجهزة التنفيذية، التي توحدت مع مطالب الشعب بإقصاء الإخوان.
ورفض مرسي كل الحلول الوسط، التي كانت كفيلة بإنقاذ الموقف واستمرار حكمه، حيث تجاهل مطالب الاستفتاء على استمرار ولايته، كما رفض كل الحلول التي قدمت من كل الوسطاء الإقليمين والدوليين التي راعت حساسية الموقف، والجماهير المستعرة في الخارج، فأصبحت هذه اللحظات الدقيقة من عمر الوطن، مرحلة تاريخية من الفوضوية السياسية والاجتماعية، التي أثبتت خطورة المنهج الإخواني، رغم وهنه وهشاشته.
وفشل حكم الإخوان في بناء مجال سياسي يسمح بمشاركة الجميع، ولم يستوعبوا كيفية إدارة بلاد ذي قومية عنيدة، تجاهلوا تحذيرات الجيش الذي طالبهم بالتوافق، في وقت كانت أصوات أحذية المصريين يسمعها القاصى والداني في شوارع القاهرة، رفضا للجماعة وأنصارها وكل من يؤمن بمشروعها.
واستمرت الفرص تلقى عليهم للتراجع، حتى قبل أسبوع من مظاهرة 30 يونيو، حتى أصبح على القوات المسلحة، التدخل لمنع مصر من الغرق في نفق مظلم من الصراع والاضطرابات، وقد كان.