منتصر عمران يكتب: ٣٠ يونيو ثورة شعب أراد الحياة
تمر ذكرى ثورة ٣٠ يونيو من كل عام على الشعب المصري بالفرحة والأمل في مستقبل مشرق.. وفي نفس الوقت تمر على الإخوان كمناسبة استشهاد سيدنا الحسين عند الشيعة، ولا ينقصهم إلا أن يقوموا بضرب وجوههم وأجسامهم بالخناجر والسكاكين، كما يفعل الشيعة حتى يومنا الحالي.
فثورة ٣٠ يونيو كانت الضربة القاضية للإخوان، وفي القلب منهم قبلتهم التي كانوا يحجون إليها، وهي ما يسمى بمكتب الإرشاد.. فقامت الثورة بإحراقه لأنه كان يمثل للوطن مكانًا ومركزًا للنيل منه وتنفيذ مخططات الأعداء.
لذا نجد الإخوان ينظرون إلى ثورة يونيو على أنها العدو الذي أنهى آمالهم وطموحاتهم في حكم مصر.. بل كتبت هذه الثورة عليهم التفرق والتيه في البلدان، وأصبحوا أثرًا بعد عين.. وذكرى بعد واقع.
فالثورة كتبت على الإخوان التشرذم والنسيان، وكتبت نهاية مكتب الإرشاد، بل كتبت نهاية التنظيم الدولي للإخوان.
لذا تحل الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو 2013، والإنجازات تتوالى على أرض الواقع لكل من يقرأ المشهد المصرى بتجرد وموضوعية ودون تعصب أو حزبية مقيتة، وهنا وكغيري من أبناء الشعب المصري الذين لا ينتمون لجماعة أو حزب له أهداف وتطلعات ضيقة نرى في ثورة يونيو أنها ثورة شعب أراد الحياة.
فالمتابع لهذه الثورة يرى فيها دروسًا وعبرًا مما يتطلب منا كمصريين أهمية توثيق أحداث ثورة 30 يونيو 2013، بكل فخر وامتنان.
ولهذا أؤكد على حقيقة أن للشعب المصري دوره وإنجازاته لأن موقفه لم يكن مجرد خروج عادي للملايين، ولكنها كانت تمثل التحدى الأكبر لإنقاذ وطن لأن مصر وقتها كانت على أبواب فتنة كبرى يمكن أن تعصف بكل مقوماتها، وتدمر كل ما قامت عليه ثوابتها الفكرية والاجتماعية والتاريخية.
فلنتفكر كيف كان حال الشارع المصري، وكيف كانت تضرب التظاهرات والاعتصامات الميادين والطرقات، لدرجة أنها أصابت مصر بالشلل التام، وأصبحت الحياة لا تطاق، فاختفت من الحياة المصرية مظاهر الفرح والتضامن والتكافل، وأصبح الجميع يبحث عن مصلحته الضيقة، وتراجعت الإنجازات، بل توقفت المشروعات وتوقف العمل.. وأصبحت الحياة كأنها في توقف تام وشلل.
ولو استمر حال مصر شهور أخرى، لرأينا الوطن وقد انزلق إلى حافة الهاوية ولم تقم له قائمة.