رئيس التحرير
عصام كامل

3 يوليو ومعركة مصر الأساسية!


صحيح أن المستقبل سيروي أسرار كثيرة عن الرجال الذين حموا مصر وغامروا بأرواحهم ومواقعهم من أجل هذا الوطن وأهله.. لكن إلى حين ذلك تظل الدهشة قائمة من الشعب العظيم الذي صحح مساره في عام واحد، وغسل عار "عاصري الليمون" ممن جاءوا إلى حكم البلد الآمن عصابة شيطانة في غفلة منهم ومن الزمن..


تظل الدهشة ممن رأوا ما جرى في ديسمبر 2012 في الاتحادية من إجرام لا مثيل له، ومع ذلك خرجوا ملايين خلف ملايين يتحدون الرصاص والبلطجة ورئيس يلفق القضايا على الهواء مباشرة في سوابق لم يرها العالم إلا في العام الأسود المذكور!

كيف نظم المصريون أحوالهم في تلك الأيام؟ كيف نظموا إقامتهم وأكلهم وشرابهم وصيامهم وإفطارهم وعلاجهم في الطوارئ وذهابهم وعودتهم؟

من فرط الرغبة في الاطمئنان على ما يجري كنا مع الأصدقاء نذهب أكثر من مرة إلى الاتحادية ونعود إلى ميدان التحرير والعكس.. نطمئن هنا ونطمئن هناك.. صحيح أيضا أن رحيل العصابة كان مؤكدا بحق ما نراه لكن لم نطمئن بشكل حقيقي ونهائي إلا بعد صدور بيان القوات المسلحة الذي صدر في التاسعة مساء..

صدر وقد رتب المشهد على أروع ما يكون.. مصر كلها في الصورة.. شيوخها وشبابها.. أزهرها وكنيستها.. عسكرييها ومدنييها.. ثم يتسلم قضائها الشامخ المسئولية.. وبين الافراح التي انطلقت في كل مكان وإلى كل اتجاه وبعد فترة يفرض السؤال نفسه: ألم نكن في غني عن عام مخصوم من عمر الوطن؟ ألم نكن في غنى عن كل ما جري من خسائر دفعها الشعب من أرواح أبنائه ومن مقدراته؟

من خطيئة إعادة الإخوان في السبعينيات إلى عاصري الليمون تكون الإجابة واحدة.. تغليب السياسي على الوطني.. وقد انتهى ذلك.. ثم الوعي بالجماعة وكان غائبا وهو دليل كاشف عن تهريج الأنظمة السابقة مع الإخوان وأنه لم تكن هناك أي مواجهة حقيقية معها.. ولذلك أمس واليوم وغدا سيكون الوعي معركة مصر الأساسية، وتكاد -تكاد- تكون الوحيدة!
كل عام وشرفاء مصر بخير في ذكرى يوم عظيم.
الجريدة الرسمية