رئيس التحرير
عصام كامل

أنتم السبب!


فيلم هندي، مسلسل هابط، حدوتة سخيفة.. هكذا وصف البعض الروايات الرسمية التي تناولت ما سمي بتحرير الجنود المختطفين أو إطلاق سراحهم، وهو الوصف الأدق لما حدث، نظرا لعدم حدوث أية مواجهات عسكرية أو حتي غير عسكرية مع الخاطفين وعدم الوصول إليهم، وربما عدم معرفتهم والكشف عن هويتهم.


ويتعين ألا يلوم أي مسئول الناس على شكوكهم في الروايات الرسمية لإطلاق سراح الجنود المختطفين.. إنما يلومون أنفسهم أولا، لأن رواياتهم لم تقدم إجابات على أسئلة الناس والرأي العام العديدة.. كل ما قيل مجرد كلام إنشائي، سبق أن سمعنا مثله وأكثر منه بعد قتل جنودنا في رفح منذ العام.

حتي السؤال الأهم، وهو كيف أطلق سراح هؤلاء الجنود المختطفين، لم يقل لنا مسئول شيئا، وكأن السرية والتعتيم باتا قدرا علينا لا فكاك منه.

لذلك.. عندما تتوالي الروايات غير الرسمية حول هذا الموضوع فهذا أمر مفهوم.. ومادام المسئولون لم يقدموا لنا أية معلومات ولو حتي معلومة واحدة حول ما حدث سيجتهد آخرون في تقديم معلوماتهم، وكل المعلومات غير الرسمية تتحدث عن صفقة تم التوصل إليها مع الخاطفين لإطلاق سراح الجنود.

أما غير المفهوم فهو تأجيل الجهات الرسمية الحديث عن تفاصيل الإفراج عن الجنود المخطوفين لدواعي السرية!.. أية سرية هذه التي يتحدث عنها هؤلاء أو يتعللون بها؟.. ألم يشاهد هؤلاء كيف تعاملت الحكومة الأمريكية مع آخر حادث إرهابي تعرضت له أمريكا، وكيف كان يتم ملاحقة المتهمين على الهواء مباشرة؟.


ياسادة أنتم الذين تحضون الناس على الشك فيكم وفي تصرفاتكم وفي نواياكم.
الجريدة الرسمية