"غلام على حداد" زعيم المحافظين الجدد شخصية علمية استطاعت الظهور على الساحة الإيرانية رغم سيطرة علماء الدين
الدكتور غلام على حداد عادل-مرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية من أبرز الشخصيات التي استطاعت الظهور على الساحة الإيرانية على الرغم من أنه شخصية علمية ومن الصعب الظهور على الساحة السياسية غير علماء الدين، الذين هم على قمة النظام في ظل سيطرة كاملة لليمين المحافظ الذي يقوده علماء الدين.
غلام حداد شخصية متميزة من طراز خاص أهلته ليصل لمكانة مرموقة بتشكيله جبهة جديدة في صفوف المحافظين والتي يطلق عليها جبهة المحافظين الجدد ويصبح زعيما لها.
ولد الدكتور غلام على حداد عادل في طهران عام 1945، في أسرة متدينة تتمتع بمستوى معيشي جيد، مما مكنه من تلقي تعليمه العام في أفضل المدارس، حيث استطاع أن يحصل على تعليمه الأساسي حتى الثانوية العامة في مدرسة علوي بطهران عام 1963م، ثم التحق بكلية العلوم جامعة طهران، وحصل على بكالوريوس الفيزياء عام 1967، وقد عين معيدًا في كلية العلوم جامعة شيراز، وهناك التحق بالدراسات العليا، وحصل على درجة الماجستير في الطبيعة عام 1969.
ونظرًا لانضمامه للطلاب الثوريين، وبروز نشاطه الثوري فقد أوعز جهاز الساواك للجامعة بطرده منها، فعاد إلى طهران، حيث التحق بجامعة طهران وغير تخصصه من الفيزياء إلى العلوم الإنسانية، حيث حصل على الليسانس في العلوم الاجتماعية من كلية الآداب جامعة طهران عام 1972.
استطاع أن يعوض حداد تأخره، حيث التحق بالدراسات العليا وحصل على درجة دكتوراه الفلسفة بموضوع عنوانه: آراء كانت حول ما وراء الطبيعة، وذلك عام 1975، على يد ثلاثة من كبار أساتذة الفلسفة في جامعة طهران وهم الدكتور سيد حسين نصر، الدكتور بزرجمهر، الدكتور محمد خوانساري.
لم تمنع حداد دراسته بالجامعة من التردد على مجالس علماء الدين، مثل آية الله مرتضى مطهري، وآية الله علاحاج هادي السبزواري، حيث درس على أيديهم الإلهيات، الشفاء لابن سينا، الفلسفة التطبيقية، شرح المبسوط، منظومة ملا هادي السبزواري.
واشتغل الدكتور غلام على حداد عادل بالتدريس في مركز التعليم العام التابع لجامعة الشريف الصناعية، وهناك مارس نشاطه السياسي والثوري، وتبلورت آراؤه وأفكاره، ثم انتقل للتدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة طهران.
كافأت قيادة الثورة والنظام "حداد"على نشاطه الثوري فاهتمت به، فكان مرشحًا لتولي رئاسة هيئة الإذاعة والتليفزيون عام 1981، وتم تعيينه رئيسًا للجنة وضع مواد الكتب المدرسية ومناهج وزارة التربية والتعليم في نفس العام، ثم عين مديرًا لمؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ثم رئيسًا لمجمع اللغة والأدب الفارسي، بل منحته الفرصة لتدريس علم الكلام الجديد.
ومن أشهر مؤلفاته " نقد العقل المحض ، الانفصاليات، محورية الله، في خلوة ليالي حافظ، ثقافة العري وعري الثقافة".
صار الدكتور غلام على حداد عادل المسئول الأول عن اللغة الفارسية التي اعتبرتها قيادة الثورة والنظام أحد أهم مقتنياتها ووسائلها لتبليغ رسالتها الثورية والإسلامية.
ارتفع نجم حداد عادل السياسي مع نجاحه في الوصول إلى عضوية مجلس الشورى عن دائرة طهران العاصمة، ورشح نفسه الآن لخوض الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في 14 يونيو المقبل.