مستشار أردوغان يفجر فتنة جديدة داخل الإخوان.. "ياسين أقطاي" طالب الجماعة بالتخلى عن التنظيم للاندماج في المجتمع.. "الشباب" سارعوا بتبنى الفكرة والكبار رفضوها.. وباحث: تنظيم فاشل بـ"الكبير والصغير"
دخلت أجنحة جماعة الإخوان الإرهابية، في صراع جديد، بعد صدرور بيان عن جبهة المكتب العام "الجبهة الشبابية" طرحت فيه رؤى جديدة، على رأسها الانخراط في صفوف القوى السياسية المصرية، وهي فكرة طرحها ياسين اقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان، وطرحها في سلسلة مراجعات، يجريها من قادة الإسلاميين، وتذيعها عدد من القنوات الإخوانية.
خلطة تركيا
«أقطاي» الذي يمثل حاليا، حلقة الوصل بين الإدارة التركية والملف الإخواني، دعا لإنهاء التنظيم، وتحويله لتيار فكري بلا إطار تنظيمي ليندمج مع القوى السياسية في المجتمع، بعد أن أصبح وجوده عبئًا على الجماعة نفسها، وهي نفس الخلطة التي اتبعها أردوغان قبل نصف قرن، لكي يتجاوز العقبات الإدراية والنفسية والفكرية مع المجتمع التركي ومؤسساته، التي أسقطت الفكر الإخواني ومنعته من التحكم في مقدرات البلاد.
كيف تصدت الصوفية للإخوان وحشدت لـ«30 يونيو» ؟
جبهة الشباب من ناحيتها، حاولت إيجاد موطئ قدم، لتثبت انها تتبع المنهج الأردوغاني، وهي أكثر المخلصين له، أملا في مساعدتها بمسعاها للسيطرة على الجماعة، وإنهاء حكم الكبار، في الوقت الذي تقاتل القيادة التاريخية، للتمسك بالتنظيم، الذي يمكنها من التحكم في أفراده ورجاله، والاستمرار في المشهد، لإدارة الكيانات التي تتغلغل داخل المؤسسات المصرية والعربية، في حرب يصفها الصف الإخواني نفسه، بمحاولة كل جبهة، للاستحواذ والاستئثار بالمناصب والمكاسب، دون اعتبار لأي شيء، ولا لمحنة التنظيم، والمنعطف التاريخي الذي يحياه.
صراع مشتعل
يرى سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، أن بيان المكتب العام واعترافه بوقوع الجماعة في أخطاء، وتقديمهم لمراجعات لحل الأزمة يكشف عن اشتعال الصراع الحاد والمتفاقم داخل الإخوان.
ويوضح عبد الحميد، أن البيان صادر عن جبهة "المفصولين" أو جبهة "الشباب" داخل الإخوان، وهي المجموعة المنشقة المتناحرة مع مجموعة مكتب الإرشاد التي يتزعمها محمود عزت ومحمود حسين، مؤكدا أن قيادات المكتب العام، يُقدمون مراجعات ويعترفون بالأخطاء، ويعرضون مبادرة بصورة منفردة دون الرجوع لمجموعة مكتب الإرشاد، وهم بذلك يُريدون أن يكون لهم التصدر والسبق والخطوة الإيجابية نحو ما يزعمون أنه المخرج من الأزمة، بل ويوجهون النصح للمجموعة الأخرى ويحضونها على الانضمام لهم.
وأكد عبد الحميد، أن هناك دلالة خطيرة لبيان مجموعة المكتب العام، وهي أن الجماعة ككل بالكبير والصغير، فشلت في رأب الصدع، ولم تتوصل لحل يُعيد الوئام بين الطرفين المتنازعين، فحاولوا إدارة مراجعات من طرف واحد، وتابع: بلا شك مثل هذه المبادرات والمراجعات، ليس لها قيمة حقيقية، ولا يلتفت لها أي طرف خارج الجماعة، بل لا يلتفت لها الشق الآخر من الجماعة نفسها، موضحا أنها وكأنه لم تكن.