"صفقة القرن" المشبوهة.. مرفوضة
لم تكن "صفقة القرن" التي تم إعدادها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بعرضها "جاريد كوشنر" مستشار الرئيس الأمريكي "رونالد ترامب" وصهره، في مؤتمر دولي عقد بالمنامة بدولة البحرين، سوى مناورة، أو بالأحرى، مؤامرة جديدة تصب في النهاية لصالح الاحتلال الإسرائيلي..
رأى الأمريكان أن صفقة القرن هي اقتراح يهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنها خطة سلام أعدها "ترامب"، رغم أن التاريخ لا ينسى اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل عام ٢٠١٧، وأدى إلى تأجيج الأزمة، وقام الفلسطينيون على الفور بتجميد اتصالاتهم مع أمريكا، وهو ما أدى إلى مقاطعتهم مؤتمر المنامة ورفض الحضور.
الأمريكان عرضوا ٥٠ مليار دولار لإقامة مشروعات استثمارية بكافة المجالات بمنطقة الشرق الأوسط، وحددوا المليارات التي سيتم منحها للدول على مدى ١٠ سنوات، بشرط التوصل إلى اتفاق سياسي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي سيتم طرحه قبل نهاية هذا العام.
الإدارة الأمريكية، لأول مرة، تعرض خطة اقتصادية لصفقة القرن، وتدعي أنها خطة سلام أمريكية.. الفلسطينيون، الطرف الأصيل في النزاع، أعلنوها صراحة أنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي، قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.
الصفقة المشبوهة هي محاولة لإغراء الفلسطينيين، وللضغط عليهم لقبول الصفقة التي لا يمكن أن يتم قبولها إلا بوجود دولة فلسطين على حدود ٦٧، بحسب القرارات الشرعية الدولية، وهذا بالطبع ما يتم رفضه، سواء من قبل أمريكا أو حليفتها إسرائيل، وهو ما يؤكد أن صفقة ترامب للسلام لا يمكن أن تنجح إلا بالحل السياسي، وأن تكون هناك دولة مستقلة للفلسطينيين عاصمتها القدس الشرقية.