رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم "محمد العباسي" !


بدون أي فلسفة أو ربط الأمر بالسياسة وبعيدا عن مصطلح "من عبر ومن هبر" في المقارنة بين الابطال الحقيقيون ممن استردوا الأرض وبين من استفادوا بعد الحرب بعام واحد من "الانفتاح"، وهي المقارنه التي صاغها بشكل اعمق المبدع الراحل "أسامة انور عكاشة" في فيلمه "كتيبة الإعدام"، وسبقه بصيغة أخرى الاديب الكبير "يوسف القعيد" في روايته "حدث في بر مصر"، التي تحولت إلى فيلم "المواطن مصري"!


نقول بعيدا عن كل ذلك، فقد آن الاوان لتكريم البطل "محمد العباسي" الذي رحل امس، ليعرف العالم أن البطل المصري الذي كان أول من رفع العلم في حرب أكتوبر المجيدة قد غادر دنيانا ليسكن مع الصديقين والشهداء في دار الحق..

لا نعرف الأسباب التي ادت إلى غياب محافظ الشرقية عن جنازة البطل الراحل، ولا عدم ذهابه إلى قريته وتقديم واجب العزاء لاهله واسرته، وكذلك قيادات المحافظة وقيادات الأحزاب السياسية بالشرقية، لكن الذي نعرفه اننا نأمل في سرعة إصدار قرار بتكريم الرجل..

وصور التكريم عديدة، إطلاق اسم الراحل الكريم على مدرسة أو شارع أو كليهما، أو حتى مدرسة بقريته، وشارع بمدينة الزقازيق، باعتبارها عاصمة محافظة الشرقية التي ينتمي اليها "العباسي".. أو بأي طريقة أخرى للتكريم!

صلاحيات رئيس الجمهورية ممنوحة لمحافظي مصر ولا تحتاج لتأكيد ولا تحتاج لاستئذان ولا تحتاج للتأكد من وجودها، تحتاج فقط من يمارسها ويدرك ابعادها ويبادر باتخاذ اللازم من أي اجراءات ممكنه تجاه الأزمات والأفراد وفي الوقت المناسب.. وان كان قد فات الوقت المناسب بتكريم الرجل في حياته فعلي الأقل تكريم اسمه بعد رحيله.. لتعلم الاجيال كلها أن مصر تقدر ابنائها وخصوصا من حملوا روحهم على اكفهم في لحظات الوطن الاستثنائية!

نأمل أيضا وفي الشرقية على الأقل أن تقام احتفالات التأبين للبطل الراحل، وان تنطلق في قصور الثقافة ومراكز النيل التابعة للهيئة العامة للاستعلامات ومراكز الشباب ندوات عن "العباسي" وإطلاق مسابقات الشعر والقصة القصيرة عنه..
اذ لم نكرم ابطالنا.. فمن نكرم؟!
الجريدة الرسمية