إقبال جماهيري غير مسبوق في أول حفلات «ابن عربي» بالأراضي الفلسطينية (صور)

أضفت الفرقة المغربية ابن عربي عبق الصوفية والإنشاد الديني على فعاليات النسخة الجديدة من مهرجان فلسطين الموسيقى الدولى، خلال أولى حفلاتها الرسمية داخل الأراضى الفلسطينية، والتي احتضنها مسرح قصر رام الله الثقافي، وحمل لافتة كاملة العدد من الحضور والإقبال الجماهيرى غير المسبوق.

وتمكنت "ابن عربي" من خطف مسامع الحضور من مختلف الأعمار كبارًا وشبابًا في رحلة إلى ملكوت التصوف بأبرز أعمالها الغنائية منها "أبدًا تحن إليكم الأرواح"، و"أوقدت في قلبي هواك" و"عرفت الهوى" و"سلبت ليلى"، على مدار ساعتين، وسط تفاعل الجمهور الذي فاجأ أعضاء الفرقة بحفظه عن ظهر قلب معظم قصائد وأنشودات ابن عربى وترديدها معه طوال الحفل مع إصراره على إعادة وإطالة مدة الحفلة المقررة بالأساس لتتخطى حاجز الـ120 دقيقة كاملة.

وأعرب عبد الله المنصور، مغنى الفرقة، عن سعادته وفخره بالتواجد داخل الأراضى الفلسطينية للمرة الأولى، واصفًا الجمهور الفلسطيني بالمثقف والمذهل في تفاعله المستمر طوال الحفل مع إشارته لكرم الضيافة والترحاب الكبيرين له ولأعضاء الفريق طوال تواجدهم في رام الله، متمنيًا أن لا تطول مدة الغياب عن حفلته المقبلة في فلسطين.

ومن جانبها أشادت إيمان حموري، مديرة مهرجان فلسطين الدولى بحفل "ابن عربي" الاستثنائي، الذي وصفته بـ"مشاركة عظيمة"، مؤكدة على إضفاء الفرقة لأجواء من الطرب ومتعة السماع من روائع الإنشاد والصوفية على المهرجان للمرة الأولى بحضور كامل العدد، مشيرة إلى أن "ابن عربي" لها قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في فلسطين، وهو ما اتضح جليًا في تفاعل الحضور مع أغانيها طوال فترة الحفلة الطويلة، موضحة المهرجان تظاهرة فنية وثقافية تهدف بالأساس لكسر العزلة على الشعب الفلسطينى وانفتاحه على الخارج عبر الفنون والموسيقى والتفاعل مع الثقافات العربية الأخرى.

"ابن عربى" تعد من أقدم فرق الصوفية في العالم العربى، ووضع حجر أساسها الدكتور أحمد الخليع منذ نهاية الثمانينات، وتم اختيار اسمها تيمنًا بالشيخ محيى الدين ابن عربى الملقب بالشيخ الأكبر والذي يعتبر من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين، وتقدم رؤياها الموسيقية الخاصة في إعادة إحيائها أشعار وقصائد رواد الصوفية القدامى بطريقة أكثر عصرية، خاصة مع تغيير دمائها الغنائية بتولى المطرب والمنشد عبد الله المنصور قيادة دفة الغناء في الفرقة.