رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال أكتوبر ينعى البطل محمد العباسي أول من رفع العلم على أرض سيناء

فيتو

كان كجدار في قلعة أو صخرة من هرم وقف على قدميه ليرفع في سيناء علما لم يهاب الموت أو تصويب قناصة العدو الإسرائيلي وكان أمامه هدف واحد إما النصر أو الشهادة ويكون علم مصر خفاقا على كل حبة رمل في سيناء لأنها أرضنا المباركة والمقدسة.. إنه المقاتل محمد عبد السلام العباسي أول من رفع العلم على مدينة القنطرة شرق، والذي رحل عن عالمنا أمس الإثنين عن عمر يناهز 72 عاما، بعد صراع مع المرض حيث تم دفنه بمقابر عائلته بمدينة القرين بالشرقية.


كان البطل العباسي من أول موجة عبرت القناة يوم 6 أكتوبر وأول ما وصلت قدمه إلى شرق القناة سجد على رمال سيناء الطاهرة وبعدها قام برفع العلم لأول مرة على مدينة القنطرة شرق بعد احتلالها من العدو الإسرائيلي لمدة 6 سنوات، وغنت له الفنانة شريفة فاضل أغنية "محمد أفندي رفع العلم".

تم تجنيده في أول يونيو عام 67 وعاش مرارة النكسة، وكان كل يوم ينتظر أن يعبر القناة ويحرر الأرض حتى جاء اليوم المشهود وتحديدا يوم الجمعة 5 أكتوبر 9 رمضان وقبل صلاة الظهر اجتمع بهم القائد وأخبرهم بأن غدا الموافق 6 أكتوبر هو يوم العبور واسترداد الكرامة فصلوا الجمعة على علم مصر واختير هو ليحمل العلم.

وقال البطل في لقاء تليفزيوني له منذ 4 سنوات على قناة الحياة: "العبور بالنسبة لي كان مجرد تدريب بسيط لأننا تدربنا على هزيمة العدو الإسرائيلي لمدة 6 سنوات وكنا ننتظر بفارغ الصبر مواجهته وعندما وطأت قدمي أرض سيناء الحبيبة هجمت انا وزملائي بالكتيبة على موقع إسرائيلي وتمكنا من قتل ما بداخله ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أحرق العلم الإسرائيلي وأرفع العلم المصرى ليرفرف فوق أرض سيناء".

وتابع: "أشهد الله تعالى أنني وقت العبور رأيت كلمة (الله أكبر) مكتوبة بخطوط السحب المتصاعدة من المقذوفات، رأيتها مكتوبة في السماء فقلنا (الله أكبر) وكانت صيحة العبور".

ونعى الرائد مقاتل عادل محمد شراقي أحد أبطال سلاح المركبات البطل محمد العباسي، وقال: "تعرفت على البطل محمد العباسي بعد الحرب فهو في سلاح المشاة وأنا المركبات وكانت تجمعنا الاحتفالات بالنصر كل عام كان فعلا إنسانا متميزا وبطلا بمعنى الكلمة كانت روحه عالية كأشجار النخيل يعتز بأنه ولد مصريا وشارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر حرب الشمس المجيدة وكان دائمًا يردد لو عاد بي الزمن سوف أحارب وأحرر وطني فأنا لا أقبل أبدا أن يقترب أحد أو يدنس أرض بلادي الطاهرة".

وتابع: "كان آخر لقاء لنا خلال احتفالات أكتوبر العام الماضي رحم الله البطل محمد العباسي".
الجريدة الرسمية