الطب في مصر
لم نسأل أنفسنا: لماذا لا يأتي إلينا سائح للعلاج؟! .. لا يخفى علينا أن مستوى الطب قد انحدر في العقود الأخيرة وعندما نحتاج طبيبا تبدأ رحلة العناء للبحث عمن هو الطبيب الموثوق فيه، وكأن لقب طبيب لا تكفينا أن نثق فيه حتى نعطيه أنفسنا ليصف لنا الدواء ولكن نظرا لأنه لا توجد ثقة جعلتنا نبحث أولا عن السمعة التي غالبا ما تقترن بارتفاع أسعار الكشف، والتي يحق للطبيب أن يرفع أسعاره لأنه كما يقولون عنه أنه موثوق فيه .
أغلى ما عندنا هو أنفسنا وأهلونا وأولادنا والمقربون منا ومن نحب وكم نشعر من ألم حين نراهم يتألمون، ولا نستطيع أن نفعل لهم شيئا سوى الذهاب بهم إلى الطبيب، "ونحن وحظنا" .. ولا يمكن الرجوع عليه بأي حق من الحقوق فطريق القضاء طويلا ولعل كل ما يحدث في مستشفيات مصر جميعا وما يعرفه الناس من أخطاء بعض الأطباء كفيل بأن يعطي الحقيقة الواضحة للجميع أننا قد نكون فئران تجارب حقيقية .
وحتى بعض الأطباء الكبار للأسف البعض منهم لا يجرون العمليات الجراحية بأنفسهم وإنما يجريها مساعدوهم ويراهم أهل المريض وهم يدخلون غرفة العمليات قبل العملية ويخرجون منها بعد العملية ولا يستطيع أحد أن يتكلم ويقول: من أجرى العملية ؟ والمصير أيضًا للمريض مجهول، لأنك لا تستطيع أصلا أن تتحدث إلى الطبيب لأنه ليس لديه وقت أولا ويعرف كيف يتعامل مع مشكلات المرضى بالطريقة التي تجعل المريض يرضى بما يحدث له ويقول: قضاء وقدر .
وحتى الدواء لم يسلم من فقدان الأمانه فقد ركز العاملون بشركات الدواء على المبيعات وتحفيز الأطباء لكتابة الدواء الأغلى الذي يحقق لهم أعلى ربح دون النظر في فاعليته أو وجود البديل الأرخص ثمنا على المريض والنتيجة هى هدايا وتنظيم رحلات للسفر للطبيب للخارج وأسرته على حساب الشركات ما أفقد الطبيب الكثير من المصداقية أمام المجتمع والمريض دائما هو الضعيف وأهله على استعداد أن يتنازلوا عن أعز ما يملكون من أجل شفائه.
لقد فقدنا الثقة مما نرى وهذا ما جعل الكثير منا يذهبون للخارج للعلاج ثقة في أمانة الطبيب الأجنبي تجاه مرضاه ولأنهم يعلمون حقا مدى ما انحدر إليه مستوى الطب في بلادنا .