رئيس التحرير
عصام كامل

نزيه رزق..المصور العالمي الكفيف (3)


ظل نزيه رزق ملتزما بخطته تلك في التمرين والتدريب، حتى أصبح لا يجد صعوبة في تحديد هوية من يكلمه من خلال صوته، وينطبق الأمر على الأشياء الأخرى، وعندما يسمع صوتا من الطبيعة، يرسم الصورة في خياله، ويبدأ في تحريك العدسة طبقا لرؤيته بالحواس، والتي يصقلها دائما بالتدريب والتمرين، حتى يتمكن من التقاط الصورة على نحو دقيق وسليم.


وعن اللحظة التي يعد فيها خياله لالتقاط الصور.. قال نزيه : عندما تأتيه فكرة أو صورة معينة.. يبحث عن تفاصيلها، ويستحضر الجمال المرسوم بداخله، وما هو الجديد الذي يمكن أن يضيفه عند التقاط هذه الصورة حين تحين اللحظة الجميلة والمناسبة.. ليلتقطها.

نزيه.. لا يخفي سعادته بما وصل إليه من شهرة وانتشار.. لأن تلك المرحلة.. سبقتها سنوات من المعاناة والمشقة، فقد عانى في البداية في كيفية إقناع الناس بموهبته، وكثيرون انصرفوا عنه، وآخرون سخروا منه، ولكنه أصر على النجاح الذي لم يتأخر كثيرا، فقد لمس بنفسه إشادات كبرى بأعماله في أول معارضه في العام 1985، أي أنه كان في الخامسة والعشرين من عمره.

لا ينسى نزيه أحب أعماله إلى قلبه.. من بينها صورة "مبنى التجارة العالمي "في أمريكا الذي انهار عام 2001، وصورة "تمثال الحرية"، الذي قام بتصويره من طائرة هليوكوبتر، وصوره من خلال 5 "كادرات" بزوايا مختلفة.. يقول نزيه: "وقفنا ضد الرياح، واستمر قائد الطائرة في الصعود والهبوط حتى حددت بنفسي قاعدة التمثال من المياه، التي تخرج من قاعدة جانبي التمثال، فحددت العرض والقاعدة ".

أما القمة.. فحددها نزيه من خلال الهواء الذي يدور في التمثال " كلما ارتفعنا يقل صوت احتكاك الهواء، حتى نصل للقمة، وبذلك حددت الإطار، هذا هو المهم، بعد ذلك أحدد الجوهر الداخلي.. وبالعدسة أحدد المسافات والزوايا أيضا".

وأضاف: "من أصعب اللقطات.. صورة صعود الطائرة في الجو مع الغروب، والتقطت الصورة بعد 5 أيام من التمارين على زمن صعود وهبوط الطائرات في وقت الغروب، فقرب ميناء " كيندي في أمريكا.. تتبعت صعود وهبوط الطائرات، حتى حفظت المواعيد في وقت الغروب، وحددت الزمن بالثانية.. وصورت الطائرة وحددت وقت الغروب من الإحساس بدرجة الحرارة على الجسم".

كما لا ينسى نزيه.. لقطاته لـ "شلالات نياجرا".. " فكانت من أصعب اللقطات، حيث قمت بتصويرها من القاعدة، وتم التقاط الصورة من أسفل إلى أعلى.. عكس أي مصور.. لأنني أريد أن أشعر بالشلالات وهي تنزل كأنها مشاعر إنسان تتدفق منه "..ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية