عبد الحكيم بلحاج يكشف عن خطته لقتل القذافي وإسقاط حكومته
كشف الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المعروف بدوره الواضح في دعم حكومة الوفاق ومحاولة تصفية عناصر الجيش الليبي الهادف لتحرير ليبيا من أيدي الميليشيات والعناصر الإرهابية، بعض الأسرار من حياته وتفاصيل انضمامه للعناصر الإرهابية وتخطيطه لقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وعلاقته بزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
توني بلير
قال بلحاج خلال حوار مع موقع "ميدل إيست أي" البريطاني، إنه لا يريد سماع اسم توني بلير، موضحا أنه كان متواطئا مع المخابرات البريطانية في عملية الترحيل السري التي قامت بها وكالة المخابرات الأمريكية والتي تم تسليمه فيها مع زوجته فاطمة بودشار إلى طرابلس في 2004.
خلية سرية
وأضاف أنه كان يحلم بدراسة الطب ولكن لم يتم قبوله لذا انضم لكلية عسكرية، موضحا أن الأمر أثار غضبه ضد الحكومة الليبية والجيش الليبي لذا انضم لخلية سرية ضد القذافي وهو في الثامنة عشر من عمره مع طموحات لدراسة الطب.
وأوضح بلحاج أن أول عملية له ضد الحكومة الليبية كانت خلال الهجوم على ثكنات للجيش الليبي في مايو 1984، مشيرا إلى أن القذافي أراد لشعبه أن يعبده، مؤكدا أنه وجد نفسه مجبرا على معارضة القذافي بعد سجنه وتعذيبه، مضيفا أنه كان بحلم بتدمير النظام ولكني لم يكن يعرف كيف.
أفغانستان
في عام 1988، سافر بلحاج إلى أفغانستان مع اثنين آخرين من أعضاء المجموعة، وسعوا للحصول على أحكام فقهية تجيز الإطاحة بالقذافي وتواصلوا مع علماء بارزين لسؤالهم عما إذا كان القذافي لا يزال مسلما، ولكنهم أكدوا جميعهم أنه خرج عن الإسلام بأفعاله على حد قوله.
معسكر جهادي
وبمجرد وصوله إلى باكستان، سافر بلحاج من إسلام آباد إلى روالبندي إلى بيشاور حيث مكث في منزل الجهادي الأفغاني قلب الدين حكمتيار، وهناك انضم إلى معسكر جهادي يتكون من 100 شخص فقط، لكي يتعلم استخدام السلام والقتال وصناعة القنابل.
لقاء بن لادن
وبعد عدة أشهر من التدريب نصحه مجموعة من الجهاديين بالانضمام لمعسكر بن لادن، المعروف باسم عرين الأسد، وأوضح بلحاج أن جميع الجهاديين كانوا معجبين بـ«بن لادن» لأنه ضحى بثروته وماله من أجل الجهاد، وبعدها التقى به وتعلم على يده أسس الجهاد والتخطيط لشن عمليات إرهابية مؤثرة.
سرايا المجاهدين
وذكر بلحاج أن الجهادي الأفغاني عبد الرسول سياف اقترح عليه تأسيس منظمة ليبية تعرف باسم سرايا المجاهدين في أفغانستان، موضحا أنها كبرت في الحجم وكان لها تأثير واسع في ليبيا، حيث انضم إليها جميع الليبيين الفارين من ليبيا إلى أفغانستان، ولكنه عاد بعدها إلى باكستان، عندما أبلغه وزير الدفاع الأفغاني، أحمد شاه مسعود، أنهم مراقبون ونصحه بالخروج من البلاد.
قتل القذافي
بعد انتقال بلحاج إلى باكستان، بدأ يركز على سبل قتل القذافي وبدأ بإنشاء شبكة من الاتصالات داخل ليبيا، ثم عاد إلى ليبيا بجواز سفر مزور، ووقتها كان لدى الجماعة المقاتلة نحو 300 رجل في ليبيا، وتم نشرهم بمناطق في شرق وغرب وجنوب البلاد واستغل ضعف الأجهزة الأمنية والمخابراتية وانتقل بحرية بليبيا مستخدما أسماء وبطاقات مزيفة، وأوضح بلحاج أن هدف مجموعته كان نشر الأفكار الجهادية والتحريض على الحكومة والحصول على الأسلحة واغتيال القذافي، مشيرا أنه حاول قتل القذافي عدة مرات عبر إطلاق النار عليه وزرع قنابل في شوارع وطرق يمر بها أو مؤتمرات، ولكن جميعها باءت بالفشل.
تركيا
وذكر بلحاج: بعد فشل كل المحاولات لقتل القذافي وتم القبض على مجموعته هرب للسودان ثم لتركيا عام 1999، موضحا أن مدينة إسطنبول كانت المكان الأنسب لوضع خطط جدية ضد القذافي، مشيرا إلى أنه بالفعل تم الاتفاق على تغيير اسم جماعته إلى الحركة الإسلامية بليبيا.
استقالته من القاعدة
واستطرد بلحاج أنه بدأ يشك في اتجاهات تنظيم القاعدة، بسبب تركيزه على قتال أمريكا وتنفيذه عمليات إرهابية بالدول الإسلامية وتجاهله الانتهاكات ضد المسلمين في الصين وباقي دول الغرب، مشيرا إلى أنه قرر الانفصال عن التنظيم بعد هجمات 11 سبتمبر لأنه لم يكن مقتنعا بها، منبها إلى أن الحرب التي شنتها أمريكا على القاعدة أضرت به كثيرا لأنها لم تفرق بين القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، موضحا إلى أن التعاون بين المخابرات الأمريكية والبريطانية أوقع به وتسبب بسجنه.
خروجه من السجن
وذكر أنه ألف كتابا بعنوان "الدراسات المراجعة لمفاهيم الجهاد والتحقق من الناس وحكمهم" عام 2009، موضحا أن ذلك الكتاب ساعده في الخروج من السجن لأنه أظهر فيه تراجعه عن مبادئ الجهاد والقتل.