كيف تصدت الصوفية للإخوان وحشدت لـ«30 يونيو» ؟
لايمكن تذكر ثورة 30 يونيو، دون تذكر تفاصيل الدور الصوفي، في محاصرة الإخوان، والتصدي لهم، والدعوة إلى الثورة عليهم، وإزاحتهم من حكم البلاد، بعد عام هو الأسوأ في تاريخ البلاد.
ورغم العلاقة الروحية التي حاول الإخوان من خلالها ربط مشروعهم بالصوفية، إلا أنهما كانا دائما على خلاف وصراع سياسي، وتأرجحت العلاقة بينهما من التعايش إلى الصدام، ولاسيما أن الطرق الصوفية في مصر، كانت دائما أحد أهم التيارات الإسلامية المعتدلة، التي يعول عليها أي نظام حكم بمصر في مواجهة التطرف الديني.
باحث: الإسلاميون قدموا أنفسهم لبلدان الربيع العربي بشعارات ملتبسة
وتحكي مواقف الثورة العديد من المواقف الثورية للصوفية ربما على غير عادتها، لدرجة أن الشيخ محمد ماضى أبوالعزايم، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، وشيخ الطريقة العزمية، أصدر فتوى بعدم جواز التصويت للمرشحين المنتمين للجماعة، واعتبر التصويت لها خيانة للوطن، إذ يراها جماعة ليس لها وطن أو دين، ويؤكد أن الشعب المصري عرف حقيقتها "الإرهابية" على حد وصفه.
لم تكتفى الصوفية بذلك، بل طالبت الجماهير بالخروج في ثورة 30 يونيو، واعتبروا وقتها إن استمرار الإخوان، هو النكبة الكبرى، التي ستضع البلاد مطية لخدمة التنظيم الدولى للإخوان، ودفعت الصوفية بكل ثقلها لزيادة الوعي بأهداف ومخططات الإخوان، حتى في عقر دارهم، بالمناطق ذات الكثافة الإخوانية والسلفية، لمنعهم من الاستمرار بالحكم، ولتوعيتهم بحجم وقوة الشعب المصري أمامهم، إذا ما أرادوا العبث بالمصريين، ولجأوا للعنف.
لم يقتصر دور الصوفية على الحشد لعزل الإخوان، بل نظموا صفوفهم واستعدوا للمرحلة اللاحقة، حتى لايعود التنظيم من جديد، هكذا يرى أبو الفضل الإسناوي، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية.
الإسناوي يرى أن خريطة انتشار الصوفية المصرية، أخذت بعد ثورة 30 يونيو، شكلا جديدًا، من حيث العودة إلى المركزية في القاهرة الكبرى، وإعادة القبليات والعصبيات إلى دورها السياسي والاجتماعي، بعدما ظلت بعيدة عن المشهد المصري طوال فترة حكم الإخوان.