رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أنقذت «30 يونيو» مصر من خطايا الإخوان.. قضت على مشروع التمكين في المنطقة.. أوقفت تلاعب الاستخبارات العالمية بمصير البلاد خدمة لأجندات خارجية.. وباحث: أزاحت خطورة الجماعة وفضحت مخططاتها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ما زالت تداعيات ثورة 30 يونيو، وأحداث 3 يوليو، توثق نجاح مصر في القضاء على مشروع التمكين الإخواني، على مستوى السياسة والجغرافيا في المنطقة، بعدما فشل المشروع الديني المتطرف بالتبعية، في ليبيا والعراق وسوريا والخليج، وهو ما يبرر احتفال العرب بالذكرى السنوية لـ 30 يونيو، وربما بحماس أكبر من المصريين أنفسهم.


التخابر مع الخارج

واحدة من نجاحات 30 يونيو، تأمين البلاد ضد تلاعب أجهزة الاستخبارات العالمية، فشبكات الإخوان على مستوى العالم، كانوا بمنزلة مناجم لا تقدر بثمن من المعلومات، وهناك العديد من الوثائق التي كشفت عمل عصام الحداد، مستشار الرئاسة للشؤون الخارجية، خلال فترة حكم مرسي، لدى المخابرات البريطانية خلف واجهة إحدى المنظمات الإسلامية الخيرية.

باحث: الإسلاميون قدموا أنفسهم لبلدان الربيع العربي بشعارات ملتبسة

ليست بريطانيا وحدها، بل والولايات المتحدة الأمريكية، كانت تدعم الإخوان، باعتبارها أكثر مرونة في مساعدتها لإعادة رسم الخريطة الإقليمية، لتتوافق مع مشروع «بداية نهاية سايكس بيكو» وكانت تخطط للحفاظ على بطاقة الإخوان، لاستخدامها في المستقبل، بعد جر المنطقة إلى صراع عرقي وطائفي، وكان الإخوان يؤججون بالفعل للسخط على الحكومات، من أجل هذا الهدف.

ضرب شبكة الإسلام السياسي

أحد أهم نجاحات 30 يونيو، تقويض استراتيجيات ومؤامرات الجماعة وحلفائها؛ فالإسلام السياسي عبارة عن شبكة واسعة، تملك خططا متكاملة للتحرك في جميع الاتجاهات، وفاء لمصالح أجندات خارجية، وما يؤكد ذلك، ارتماء الإخوان في أحضان تركيا وقطر، وحرق كل أوراقها في الخليج، بداية من تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة على حساب الخليج، ودعم المشاريع الإقليمية التي تتعارض مع مصالح الأمن المصري والعربي.

جماعة فاشلة


يرى سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان، فشلت بالأساس في إقناع الجماهير، والجهات الإقليمية، بقدرتها على قيادة مصر، موضحا أن الجماعة تفتقر إلى التخطيط الكافي، لذا تسببت في إثارة التوتر بين الإسلام كمشروع، وبين مؤسسات الدولة والجماهير العربية، وحتى النظام الإقليمي للدول العربية ذات السيادة.

وأكد "عيد"، أن الإخوان خلال فترة حكمها لم تقدم دورًا إقليميًا صالحًا لمصر، بل زادت من الضغوط السياسية عليها، بسبب بروز أجندة خفية، تتعلق برؤية التنظيم لمصر والشرق الأوسط، وبدا واضحا أنها تعطي أولوية، لما يسمى بالمشروع الإسلامي، الذي تعارض كليا مع مطالب ثورة، كانت تدعو للديمقراطية والتنوع، والعيش والحرية، وهو ما جعل الجماعة رمزًا للسلطوية والضعف، وأصبح استمرارها في السلطة، خطرًا على دور مصر ومؤسساتها، ودورها الإقليمي.
الجريدة الرسمية