تفاهمات حماس وإسرائيل.. صراع بين حمائم وصقور الحركة على الهدنة
بعد أسبوع عاصف بين حماس وإسرائيل تم التوصل إلى تفاهمات بين الطرفين بوساطة عربية وأممية، وقبل التوصل إلى هذه المرحلة كان هناك مرحلة خلف الكواليس سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء عليها اليوم الأحد، تضمنت مفاوضات مكثفة بين الجانبين، بقيادة كبار المسؤولين ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ورجاله.
تحقيق انفراجة
وكشف الإعلام الإسرائيلي أن وراء الكواليس قررت إسرائيل أن ترد بشكل قاسي على إطلاق البالونات الحارقة من غزة، غير أن الوسطاء توصل في اللحظة ما قبل الأخيرة إلى التفاهمات، ونجح الوسطاء في تحقيق انفراجة، مشيرة إلى أن واقعية زعيم حركة حماس يحيى السنوار الذي كان هادئا في نقاشات اللحظة الأخيرة حول ضرورة العودة للهدوء، قبل شروع إسرائيل في جولة عسكرية جديدة، زاعمة وجود خلافا بين السنوار وروحي مشتهى أحد أعضاء المكتب السياسي والذي تربطه علاقة خاصة مع السنوار، مدعية أن مشتهى كان يقود فريق الصقور داخل حماس في ذاك الوقت واتهم إسرائيل بالمماطلة في حين كان السنوار يقنع قيادة الحركة ومشتهى أنهم قريبون من تحقيق إنجازات مهمة.
وأضاف أن إسرائيل وافقت على إعطاء حماس فرصة ولم ترد، وكانت المفاوضات ناجحة، وتم تحقيق هدوء وتفاهم جديدين، مشيرة إلى أنه إذا لم ينجح، فمن المحتمل أننا كنا سنكون في نهاية الأسبوع في خضم جولة جديدة من العنف.
ولا يدور الحديث بحسب الإعلام العبري عن تفاهمات لتسوية جديدة وإنما النجاح لإعادة إسرائيل وحماس من جديد إلى مسار التسوية، في الوقت نفسه، تم إطلاق حجة صعبة للغاية بين شخصيتين بارزتين في حماس - كل منهما يسير في اتجاه مختلف.
هناك ثلاثة أسباب رئيسية بحسب الإعلام العبري وراء قيام حماس بالتصعيد مع إسرائيل: أولًا، اعتقدت حماس أن إسرائيل لا تنوي تنفيذ خطط لبناء منطقة صناعية في كارني تستخدم آلاف الفلسطينيين من غزة. أوضح الوسطاء لحماس أن إسرائيل وافقت على الخطط وأن التأخير كان بسبب البيروقراطية الداخلية والقطرية (من المفترض أن تقوم قطر بتمويل إنشاء المنطقة الصناعية).
والثاني هو بناء خط كهرباء من إسرائيل إلى قطاع غزة بتمويل من قطر، والتي من المفترض أن تحسن بشكل كبير النقص في الكهرباء في غزة، ويفترض أن يستمر بناء الخط ثلاث سنوات ولكن في الأسابيع الأخيرة، سمح أحد الوسطاء فهم حماس أنه يمكن إكماله وتشغيله في غضون ستة أشهر، اعتقدت حماس أن إسرائيل تؤخر المشروع وكانت غاضبة، وأوضح لهم أن الوسيط كان مخطئًا في تقييمه وليس لإسرائيل.
ثالثًا، طالبت حماس بزيادة الصادرات من غزة واتهمت إسرائيل بتأخير هذه الخطوة، لكن تصدير منتجات الألومنيوم والألعاب الأسبوع الماضي أثبتت أن الصادرات من غزة ليس لها طلب في الأسواق في الضفة الغربية أو الخارج.
مستشفى دولي
وأوضحت أن لإثبات حدوث تقدم على أرض الواقع في التفاهمات، سيبدأ هذا الصباح مرحلة قياس بناء مستشفى ميداني دولي ضخم تبلغ مساحته 40 فدانًا مع 16 قسمًا مختلفًا بالقرب من معبر إيرز، ويديره فريق طبي دولي. سيتم تمويل المستشفى من قبل منظمة أمريكية خاصة وتوافق عليه إسرائيل، ومن المفترض أن يضمن تحسنًا كبيرًا واستجابة غير متوفرة حاليًا في قطاع غزة للمرضى الفلسطينيين.
وانعقد المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" بعد ظهر اليوم، في مدينة القدس، لبحث التفاهمات الأخيرة مع حركة حماس، وقال الموقع العبري، "واللا" إن اجتماع الكابينت، يأتي على خلفية التفاهمات التي تم التوصل اليها مؤخرا، مع حركة حماس بشأن البالونات الحارقة.
هجوم نتنياهو
هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العناصر السياسية التي تقترح مقترحات مختلفة فيما يتعلق بالسياسة تجاه حماس.
وأضاف نتنياهو بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "هم أنفسهم لن يقترحون المقترحات نفسها في حال كانوا في منصب قيادة".
وحول مؤتمر البحرين قال نتنياهو: "الفلسطينيون مصممون على مواصلة النزاع بأي ثمن، بما في ذلك على حساب رفاهيتهم".
وأضاف أن المؤتمر يهدف أولًا وقبل كل شيء إلى تحقيق ازدهار اقتصادي للفلسطينيين والمنطقة بأسرها.
ونقل نتنياهو ما قاله وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الأسبوع الماضي: "إسرائيل دولة في الشرق الأوسط وجزء من تراث المنطقة. الشعب اليهودي له مكان في وسطنا. يجب أن يؤمن الجمهور الإسرائيلي أن هناك دول في المنطقة ترغب في تحقيق السلام وتشجع الفلسطينيين على صنع السلام".
وفقًا لنتنياهو: "هذا بيان مهم جدًا - إنه نتيجة مباشرة لسياستنا التي تجعل من إسرائيل قوة قوية في المنطقة وقوة عالمية صاعدة".