30 يونيو.. مصر بين تاريخين!
الأول عام 1970.. تنجح مصر وقواتها المسلحة من إنجاز حائط الصواريخ العظيم.. لتنهي وإلى الأبد غطرسة العدو الإسرائيلي، وتتوقف ذراعه الطويلة عن البلطجة والعربدة، وفي اليوم التالي للانتهاء منه مثل اليوم من 49 عاما بدأ على الفور أسبوع أطلق عليه المصريون والعالم وقتها "أسبوع تساقط الفانتوم"..
ولأنها الأشهر سمي الأسبوع باسمها، لكن كان معها طائرات "سكاي هوك"، وبلغ عدد النوعين 24 طائرة في أسبوع واحد، ووقع في الأسْر في هذا الأسبوع 3 طيارين إسرائيليين ممن يعتبرونهم هناك نخبة النخبة.. وبعد إنجاز حائط الصواريخ -الذي ساهم بشكل أساسي في نصر أكتوبر العظيم- بأقل من ثلاثة أشهر يرحل "جمال عبد الناصر"، وقد أعاد بناء الجيش وإسرائيل هي التي تصرخ وتقدم أمريكا "مبادرة روجرز" لإنقاذها ويرحل "عبد الناصر" ومصر من دون إخوان!
بعد أكثر من أربعين عاما تتغير في مصر أشياء وأشياء.. وبغير تفاصيل يعرفها أغلب المصريون وللأسف في غفلة من الكثيرين تحكم جماعة الإخوان الإرهابية المجرمة أعظم بلد في العالم.. ويشاء القدر أن نقف أمام سخريات عديدة.. بعضها الجنون بعينه.. فـ"مرسي" يجلس مكان الرجل الذي خلص مصر وحمى الشعب المصري منهم.. "جمال عبد الناصر".. ومن قتلوا الرئيس "السادات" يحتفلون بنصر أكتوبر..
ودعوة من إستاد القاهرة بالحرب على الشقيقة سوريا.. التي كنا معا بلدا واحدا اسمه "الجمهورية العربية المتحدة"، وقد انتهت الوحدة رسميا لكن شعبيا لم تنته.. وبقي الجيش الأول في سوريا والجيشان الثاني والثالث في مصر.. وصارت المسخرة أن يدعو "مرسي" ومعه جماعته بأن يحارب الجيش الواحد نفسه!
كانت مصر في طريقها للمعلوم.. تغير هويتها.. تبدل توجهاتها.. رموزها من المجرمين والقتلة والإرهابيين.. ليس العلماء والخبراء وضباط يوليو الأحرار أو قادة أكتوبر.. وتأكد الجميع أننا في طريق كاحل السواد!
من اختاروا الإخوان في الغفلة المذكورة يستعيدون الوعي، ويصححون خطأهم ويكفرون عن خطيئتهم ويسيرون خلف من تنبأوا بما جرى.. ودفعتهم خبرتهم بالجماعة بتوقع ما جرى.. ويلتحم الشعب مع نفسه.. يضبط بوصلته ويصحح مساره خلفه وحوله وأمامه قيادة وطنية في جيش البلاد العظيم.. تشعر بما يشعر به الناس.. وتخاف على بلدها كما يخاف عليها الشعب كله..
وبغير تفاصيل عديدة لا يعرفها الكثيرون هذه المرة نتركها بالكامل للتاريخ يكتبها المستقبل كما يشاء عن "عبد الفتاح السيسي"، والذين معه.. حتى نتذكر الشعب الذي التحم بقواته المسلحة وشيد حائط الصواريخ تحت قصف إجرامي لا يتوقف.. يعودون ليلتحموا معا من جديد..
يتقدم الشعب يحميه جيشه.. ويبادر الجيش ويؤيده شعبه.. ويعيدون مصر لبهائها الذي نعرفه ويعيدون البهاء إليها.. ويسترجعونها بغير إخوان.. طاهرة نقية بهية زكية لتنطلق نحو المستقبل بسرعة ملفتة دفعت أهل الشر لمحاولات تعطيلها بأي وسيلة.. لكن هيهات هيهات.. نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لثورة يونيو.. وسنحتفل بإذن الله بذكراها الستين!