سامية صادق.. طبيبة شارع الشريفين
يقول الموسيقار محمد عبد الوهاب صوتها أحب الأصوات إلى أذنى، وأنها هي بحق طبيبة شارع الشريفين، صاحبة برنامج حول الأسرة البيضاء.
وفى حوار أجراه الصحفى عدلي فهيم مع المذيعة سامية صادق في مكتبها ونشر في مجلة روز اليوسف عام 1964.
سألها ماذا تعلمتي من كثرة زياراتك للمستشفيات؟
قالت: تعلمت أن الحياة لا تساوى شيئا ولكن لا شيء أيضا يساوى الحياة.. ثم حكت سامية صادق أنه كانت في زيارة إلى مستشفى حلب بسوريا بصحبة عبد الحليم حافظ ومحمد قنديل وفايزة أحمد وآخرين وأخذت فايزة تغنى والمرضى يتابعون غناها وقلوبهم تتراقص فرحا وطربا وفجأة وقعت المفاجأة حيث تقدمت سيدة عجوز كفيفة ترتدى ملابس بيضاء وهى تنادى يا فايزة يا فايزة أنت فين والنبى ياجماعة عايزة اوت السيدة العجوز تلح وترجو أن تكلمها.
تقدمت إليها فايزة والعجوز الكفيفة تقبلها وتسألها أن تغنى لها أغنية الناعورة، وهنا عقدت المفاجأة لسان فايزة وتجمدت وارتعشت عينيها وصوت العجوز يلح في طلبها ـــ الناعورة من أوائل الأغنيات التي غنتها فايزة في سوريا.
قالت السيدة مش فاكرانى كنت بتغنى هذه الأغنية في حجرى وعمرك كان وقتها 6 سنوات، صاحت فايزة ستى ستى جدتى حبيبتى فينك.
قالت لها أنا هنا في مستشفى حلب منذ أكثر من 15 عاما، اغرورقت عينى الجميع بالدموع وبكى عبد الحليم وبكى قنديل وبكت فايزة أحمد.
عن بداية عملها بالإذاعة قالت سامية صادق: كانت أمنيتي أن أصبح دكتورة ورشحت إلى كلية الصيدلة وغيرت رأيي في آخر لحظة واتجهت إلى كلية الآداب.
عملت بالإذاعة منذ تخرجى عام 1950 من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية فعملت بالبرامج السياسية فقدمت أشهر المحاكمات في التاريخ وحوارات مع نجوم الصحافة والفكر ولم تصبح نجمة إلا عندما قدمت برنامجى ما يطلبه المستمعون وحول الأسرة البيضاء.
سألها عدلي فهيم: ما هى فلسفتك في الحياة؟
قالت: المرح والإقبال على الحياة كما قال المرحوم عباس العقاد (والعاصفة تهب وتمضى ولا يبقى إلا النسمة).
سالها: ما هى عيوب سامية صادق؟
قالت: أكثر عيوبى انى ضعيفة أمام أطفالى حسن وعلى وأنا بأدبهم أكثر من اللازم وده جاي من إحساسى أنى زى الضيفة في البيت، ومن عيوبى أيضا أنى معتمدة على والدتى اعتماد كامل في حياتى.
سألها: وماذا عن حياتك الزوجية؟
قالت: تزوجت عن حب منذ أيام الدراسة من عادل شريف الذي يعمل بقسم الترجمة بالمؤتمر الأفريقي الآسيوي.
سألها: ما هى الاغاني التي تعجبك؟
قالت: أغنية "بعد إيه" لعبد الحليم حافظ من حيث الكلام واللحن والأداء، كما تعجبنى أم كلثوم في "انت عمرى".
سألها: ماذا تتمنين للإذاعة؟
قالت: أن تعتنى بالأصل أي البرنامج العام ويجب تشجيع العاملين فيه فهو مركز الإشعاع الثقافى والفنى.. هو الجامعة الشعبية للجميع.
سالها: موقف طريف تعرضت له؟
قالت: كنا في دمشق أنا وعبد الوهاب ومصطفى أمين وأحمد بهاء الدين ومحمد حسين هيكل وفجأة قال لى مصطفى أمين لو أنك مذيعة ناجحة خلى عبد الوهاب يسجل معاك في الأسرة البيضاء، فذهبت إلى عبد الوهاب متحدية وأخبرته بميعاد التسجيل غدا في الأسرة البيضاء، وافق وتم التسجيل وظل يغنى في المستشفى مع المرضى وفجأة حين هم بالانصراف وضع المنديل على أنفه خوفا من العدوى.