"كل حاجة وعكسها".. «السياحة» تعلن ملامح برنامج ميسر لشرائح أصحاب الكراسي المتحركة.. تتعهد برفع البنية التحتية بالمنشآت لاستقبالهم.. وتتجاهل وجودهم ضمن برامج مسار العائلة المقدسة
خطوات جادة تقوم بها وزيرة السياحة، الدكتورة رانيا المشاط، لزيادة التدفقات السياحية القادمة من الخارج إلى مصر، وذلك للوصول إلى معدلات ما قبل 2010 والتي حققت فيها مصر أكثر من 14 مليون سائح، وذلك في ظل ارتفاع معدلات الأمن والأمان التي تنعم بها مصر، مما دفع العديد من دول العالم والتي اتخذت قرارا بالعدول عن قرار تعليق حركة رحلاتهم الجوية إلى مصر وخاصة إلى مطاري شرم الشيخ والغردقة، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية المنكوبة فوق شبه جزيرة سيناء.
شرائح السياحة الميسرة
وأعلنت وزيرة السياحة عن دخول مصر في مجال السياحة الميسرة والتي تستهدف وجود جميع التسهيلات لفئة الكراسي المتحركة من أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة والحوامل وكبار السن وأصحاب الإصابات المؤقتة والمرضى والعجزة «العجز الكلي - الجزئي» للاستمتاع بالمعالم الأثرية والسياحية في مصر والمدن السياحية والساحلية.
عائدات السياحة الميسرة
وأوضحت وزارة السياحة، أن شريحة المستفيدين من السياحة الميسرة تتراوح من 10% إلى 15% من إجمالي السياحة العالمية، ويزيد حجم إنفاق المستفيدين منها من 20% إلى 30% عن السائح العادي، وأن عدد المستفيدين من البرنامج يصل إلى مليار شخص يعيش منهم أكثر من 200 مليون شخص في العالم الإسلامي، و50 مليون شخص في العالم العربي، وأن عدد المسافرين من تلك الفئة الذين سافروا حول العالم خلال الفترة من 2016 إلى 2018 تعدي 20 مليون شخص.
وأوضحت الوزارة أنها تهدف إلى تطوير وتحديث البنية التحتية للمنشآت السياحية والمرافق للتتناسب مع كافة فئات المجتمع، حتى يحظى العالم العربي بما لا يقل عن 10% من إجمالي هذا السوق عالميا وتصل عائداتهم إلى أكثر من 15 مليار دولار، قابلة للزيارة سنويا.
مسار العائلة المقدسة
مسار العائلة المقدسة يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي للعبة الصعبة، خاصة أنه يتميز بارتفاع عوائده حيث تصل إلى عائدات سائح زيارة مسار العائلة المقدسة إلى 4 أضعاف السائح العادي، ولكن الوزارة تتجاهل الترويج للمسار أو تأهيل النقاط أو تجهيزها لتلائم القادمين للتبرك بالزيارة، خاصة أن أكثر من 80% منهم من أصحاب الكراسي المتحركة المرضى والعجزة وكبار السن.
مظاهر تجاهل المسار
وقال نادر جرجس، منسق زيارات مواقع العائلة المقدسة، إن نقاط المسار استقبلت أكثر من 200 ألف سائح أجنبي من دول «أمريكا اللاتينية وأستراليا وإيطاليا واليونان وكوريا والهند وإثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية»، لزيارة نقاط المسار خلال العام الماضي بالرغم من عدم انتهاء أعمال رفع كفاءة الـ5 نقاط والتي تم فتحها للزيارة أمام الوفود الخارجية.
وأشار إلى أن مواقع مسار العائلة المقدسة تفتقد إلى التجهيزات اللازمة لاستقبال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يمثلون أكثر من 80% من زائري نقاط المسار، حيث تفتقد النقاط إلى وجود طرق ممهدة وحمامات لاستقبال أصحاب الكراسي المتحركة ومصاعد ومراكز طبية ملائمة، وحافلات مخصصة لنقل تلك الفئة من الزائرين، مشيرا إلى أن أغلب الوفود التي استقبلتها نقاط المسار من الأصحاء ولا تتعدى نسبتهم 20% من الطاقة المستهدفة لزيارة النقاط، وتتراوح أعمارهم من 30 إلى 50 عاما، متوقعا وصول أكثر من مليون سائح سنويًا في حال اكتمال عمليات الترويج والتأهيل.
عائدات سائحي نقاط المسار
وأوضح منسق زيارات مواقع العائلة المقدسة، أن وزارة السياحة سبق ورفضت السماح لوفد من ذوي الاحتياجات الخاصة من النزول بمصر لزيارة نقاط مسار العائلة المقدسة بسبب عدم وجود حافلات سياحية المناسبة لهم، مستنكرًا تجاهل وزارة السياحة والمحليات تأهيل الـ5 نقاط التي تم فتحها للزيارة لاستقبال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمثلون أكثر من 80% من راغبي الزيارة.
وأكد أن المواقع تفتقد لوجود دورات مياه مجهزة لاستقبال تلك الطائفة، ومصاعد بكنيسة أبو سرجة في مصر القديمة لصعود ونزول الزائرين، ومراكز طبية مؤهلة، ومناطق خدمات سياحية لشراء مستلزماتهم والهدايا، مضيفًا أن معدل إنفاق زائر نقاط مسار العائلة المقدسة يتراوح من 1300 إلى 1500 يورو للفرد الواحد لمدة تتراوح من 4 إلى 7 أيام، بما يعادل 4 أضعاف تكلفة السائح في السياحة الشاطئية، والتي تصل إلى 350 يورو فقط، مؤكدا أن السياحة الثقافية والدينية ترتبط بتوفير أعداد كبيرة من فرص العمل تتمثل في وجود مرشدين سياحيين لتقديم الشرح اللازم، ومرافقين للوفود، وأطقم بالمطاعم والكافيتريات على الطرق المؤدية للمحافظات وبين النقاط، وشركات سياحة وسائقين وغيرهم.
الاعتماد المالي للمسار
وتعاني نقاط مسار العائلة المقدسة، من الإهمال والتردي، فلا توجد جهة معينة مسئولة عن تأهيل وتجهيز النقاط لاستقبال السائحين، فالمحليات صاحبة الذراع الأقوى في التأهيل ولكن ليس لها دور على الأرض، ووزارة السياحة اعتمدت 60 مليون جنيه تم صرف 30 مليون جنيها منها، لتأهيل المناطق، حيث تم تخصيصها لبناء برجولات خشبية وزراعة أشجار النخيل على الطرق المؤدية إلى النقاط، وأصبحت الكنيسة هي صاحبة الكلمة الأولى في الترويج الخارجي لاجتذاب أكبر عدد من السائحين.