نشاط رئاسي مكثف اليوم في اليابان.. السيسي يشارك في القمة الصينية الأفريقية.. افتتاح قمة العشرين.. يطالب بتحقيق المصلحة المشتركة للقارة السمراء.. ويبحث تعزيز العلاقات مع ميركل ورئيس وزراء إيطاليا (صور)
شهد اليوم الجمعة نشاطا رئاسيا مكثفا، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا والتي جمعت إلى جانب الرئيس كلا من رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا" والرئيس السنغالي ماكي سال.
القمة المصغرة
وأكد السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن القمة المصغرة جاءت في إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التي تجمعها بالشركاء الإستراتيجيتين وعلى رأسها اجتماعات مجموعة العشرين ومن ثم أهمية تنسيق مواقف الدول الثلاث المشاركة في اجتماعات المجموعة لهذا العام باعتبار جنوب أفريقيا عضوا دائما في المجموعة والسنغال باعتبارها دولة رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بالنيباد ومصر باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وذلك بهدف تحقيق المصلحة المشتركة للقارة الأفريقية لا سيما من خلال تناول الدول الثلاث للمواقف الجماعية للقارة الأفريقية خلال تفاعلاتها في القمة.
وأضاف أن الرئيس السيسي أشار في هذا الصدد إلى ضرورة تحقيق التوازن والمصلحة المتبادلة ما بين الدول الأفريقية والشركاء الدوليين من منظور يهدف لتحقيق المنفعة لشعوب ودول القارة الأفريقية في تطلعاتها التنموية في مختلف المجالات مع تأكيد انفتاح أفريقيا للتعاون مع مختلف دول العالم.
وتابع: "تم التوافق خلال القمة المصغرة على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين مع التركيز على الأهداف المتضمنة في أجندة التنمية الأفريقية 2063 وكذا المشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا بالإضافة إلى المشروعات التي يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية "النيباد" باعتبارها الإطار المؤسسي لتنفيذ المشروعات التنموية في أفريقيا".
الزعماء الأفارقة
وأشار السفير بسام راضي إلى أن الزعماء الأفارقة شددوا على أهمية العمل كذلك على توفير الموارد اللازمة لهذه المشروعات التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي الأفريقي، وذلك من خلال حشد المساهمات من الشركاء أو مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية أو من خلال مؤسسات القطاع الخاص.
وأكد أن الرئيس حرص خلال لقائه بأشقائه الأفارقة على تأكيد أن أفريقيا قد خطت خطوة كبيرة على طريق التكامل الاقتصادي القاري من خلال دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، ويتعين على كافة الدول الأفريقية استمرار التعاون لتحقيق التشغيل الفعلي وتدشين باقي المراحل التنفيذية ذات الصلة بتحرير التجارة بين الدول الأفريقية.
القمة الصينة الأفريقية
كما شارك الرئيس السيسي في القمة الصينية الأفريقية المصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت إلى جانب الرئيس السيسي كلًا من الرئيس الصيني "شي جين بينج"، ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، والرئيس السنغالي "ماكي سال"، وسكرتير عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش.
وأكد الرئيس خلال القمة حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا، لا سيما في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، مع التركيز على أولويات التنمية في أفريقيا على أساس الملكية الوطنية لبرامج التنمية وأجندة التنمية الأفريقية 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق والتعاون المستمر مع أشقائنا في القارة الأفريقية.
وقال السفير بسام راضى، إن الرئيس أشار إلى أهمية بلورة نماذج عملية لتعزيز تعاون الصين مع أفريقيا، من خلال إقامة شراكات فاعلة وبحث أفضل السبل لتمويل مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، مثل ممر القاهرة/كيب تاون، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وغيرها من مشروعات البنية التحتية المهمة في القارة، وذلك لأهمية لمثل هذه المشروعات لتعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها، خاصةً مع دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ.
وأعرب الرئيس عن التطلع إلى دعم كافة شركاء القارة وعلى رأسهم الصين لتحقيق الخطوات التنفيذية والتشغيلية لهذه الاتفاقية على أرض الواقع بما يحقق تطلعات شعوب ودول القارة الأفريقية.
المنطقة الاقتصادية
وأضاف "راضى" أن الرئيس أعاد تأكيد أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تعزيز مبادرة الصين الحزام والطريق ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصةً في ضوء قيام مصر حاليًا بتنفيذ مشروع طموح لتنمية محور قناة السويس توظيفًا لموقعه الإستراتيجي الهام وسعيًا لكي يصبح مركزًا لوجستيًا واقتصاديًا عالميًا.
من جانبه، ألقى الرئيس الصيني الضوء على نتائج المنتدى الثاني لقمة مبادرة الحزام والطريق، والذي عقدت فعالياته ببكين في أبريل الماضي، مؤكدًا أن المبادرة تعد مكملة للشراكة بين الصين وأفريقيا، والتي رسخت الدور الرائد للصين كقوة اقتصادية عالمية تراعي مصالح الدول النامية وشعوبها وتحرص على دعم مسيرة التنمية المستدامة لتلك الدول من أجل عالم أفضل للجميع على أساس من تبادل المصالح والمكاسب المشتركة.
وثمن الزعماء الأفارقة المشاركون في القمة التزام الصين بدعم كافة مشروعات التنمية في أفريقيا، مع الإعراب عن التطلع لتحقيق أفريقيا الاستفادة المثلى من التعهدات الصينية الجديدة التي تم الإعلان عنها في إطار مبادرة الحزام والطريق، وذلك لتمويل المشروعات التي توليها أفريقيا أولوية متقدمة.
كما شارك الرئيس السيسي، في فعاليات اليوم الافتتاحي للقمة الرابعة عشرة لمجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية.
الاقتصاد العالمي
وأكد السفير بسام راضي أن الفعاليات بدأت بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمي، حيث ناقشت التحديات المختلفة في هذا الصدد وتأثيراتها السلبية على جهود تحقيق التنمية المستدامة في العالم.
وقال السفير بسام راضى إن الرئيس السيسي عقد مقابلات مع الزعماء وكبار المسئولين المشاركين على هامش قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية.
والتقى الرئيس السيسي مع الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية السعودية، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء الهند، وكريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى، ومدير منظمة الصحة العالمية، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس وزراء إيطاليا.
رئيس وزراء إيطاليا
كما التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإيطالى جيوسبي كونتي، وذلك على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين.
وأكد السفير بسام راضي أن اللقاء تناول عددا من الموضوعات الثنائية، خاصة آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في قضية الطالب "جوليو ريجيني"، وجدد الرئيس تأكيد سعي مصر للتوصل إلى الحقيقة، مؤكدا الدعم الكامل للتعاون الحالي المشترك الحثيث وغير المسبوق بين السلطات المختصة في كلٍ من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات القضية، وأعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن التطلع للتوصل للعدالة والحقيقة في قضية ريجيني والتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
القضية الليبية
وأضاف بسام راضى أن اللقاء شهد التباحث حول آخر تطورات عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، خاصة القضية الليبية، حيث أكد الرئيس ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بما يحافظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية ويساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية بها، ويساهم في محاربة الإرهاب وتقويض التنظيمات المتطرفة واستعادة الأمن والاستقرار، ومن هذا المنطلق ينبع الدعم المصري للجيش الوطني الليبي في جهوده لمحاربة الإرهاب في ليبيا، على نحو يمهد الطريق لتنفيذ الاستحقاقات السياسية التي من خلالها يتم تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أشاد الرئيس بتميز العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وما تشهده تلك العلاقات من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا الأهمية التي توليها مصر لتطوير تلك العلاقات في مختلف أبعادها المتنوعة، فضلًا عن تعزيز التنسيق والتعاون الثنائي القائم بين البلدين للتصدي للعديد من التحديات في منطقة المتوسط، بالإضافة إلى تطوير التعاون الثلاثي مع إيطاليا في أفريقيا ليمتد إلى المجالات التنموية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن تقديره للدور المحورى الذي تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصةً في ظل ما تشهده من تطورات إيجابية على صعيد التنمية الاقتصادية، وما يتم تنفيذه من مشروعات كبرى تساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
أنجيلا ميركل
كما التقى الرئيس السيسي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين باليابان.
وقال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أشاد خلال اللقاء بالتنامي الملحوظ والطفرة النوعية في العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، مؤكدًا تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا في مجلس الأمن، بما يوفر أرضية لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف بشأن القضايا متعددة الأطراف، خاصةً التنمية المستدامة ودعم السلم والأمن بأفريقيا.
العلاقات الاقتصادية والتجارية
وثمنت المستشارة الألمانية الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، مشيدةً بالزخم غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخرًا، لا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكدةً أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس استعرض خلال اللقاء الجهود المصرية للتنمية من خلال تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، معربًا عن التطلع لمزيد من انخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلًا عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين الجانبين، خاصةً في ضوء الإصلاحات التي دشنتها الحكومة المصرية لتحسين البيئة التشريعية المتعلقة بمناخ الاستثمار والأعمال في مصر، وكذلك الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى.
وأكدت المستشارة "ميركل" حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التي تقوم بها مصر سعيًا للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة، لا سيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية، مشيدةً بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها حتى الآن خطة الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، والتي انعكست على تحسن المؤشرات الاقتصادية.
كما تمت مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثلاثي بين البلدين في أفريقيا، خاصةً في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، إلى جانب الجهود التي تبذلها ألمانيا لتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية بشكلٍ عام، لا سيما في ظل مبادرة شراكة أفريقيا مع مجموعة العشرين، والتي طرحتها ألمانيا عام 2017 وتستضيف اجتماعاتها السنوية ببرلين منذ ذلك الحين.
الإرهاب والهجرة غير الشرعية
وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء تطرق كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلًا عن آخر تطورات الملف الليبي.