رئيس التحرير
عصام كامل

حيوانات "برقاش"!


تعليق صغير من إحدى السيدات الفضليات تطلب التدخل ضد تعذيب وحشي تتعرض له الجمال والخيول بقرية "برقاش" بالجيزة.. التعليق المختصر تضمن وصفا لما يجري وهو ما لم نستطع استكماله لغرابته ولغرابة السلوك المذكور عن أهل "برقاش" تحديدا..


القرية الجيزاوية المشهور أهلها بالطيبة والكرم والثقافة، وهي القرية التي اختارها الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" ليكون له فيها منزل ريفي للكتابة ولقضاء الإجازات واستقبال الضيوف الأجانب من عشاق الريف المصري.. ولنا في "برقاش" بالفعل أصدقاء رائعين جدا.. إذن ما الذي يجري؟

قررنا الكتابة عن الأمر بعد انتهاء الكتابة عن الأحداث الأخيرة التي شغلت مصر كلها سواء عن المنتخب أو سيناء أو مؤتمر البحرين حول ما سمي "صفقة القرن".. إلا أن أهل الخير من مثقفي مصر وحماة العدل والحق والقانون فيها لم ينتظروا.. إذ تقدمت- نيابة عن المجتمع كله وضميره الحي- المحامية "دينا المقدم" وتقدم المحامي "حسن شومان" -مع حفظ الألقاب لكليهما- ببلاغ للنائب العام يتضمن جرائم منصوص عليها في القانون المصري، كما منصوص عليها في اتفاقيات دولية وقعت عليها مصر وبالتالي لها حجية القوانين المصرية..

البلاغ المشفوع بالأدلة ومنها الصور والفيديوهات يؤكد عمليات التعذيب اليومي للجمال والخيول باجتماع عشرات الأشخاص للاعتداء بالشوم مثلا على جمل واحد لإجباره على الطاعة أو سرعة إجراء النقل أو عمليات البيع.. وهو ما يحدث مع الخيول ومشاهد الدماء على وجوه هذه الحيونات وأجسادها وقد غلبتها الكثرة التي ليست من الشجاعة في شيء، خصوصا أنه يتم تجويع الجمال والخيول لأيام بمنع الطعام والشراب عنها!

البلاغ الشجاع اختصم وزراء البيئة والزراعة والتموين ومحافظ الجيزة وطالب بالتحقيق فيما يجري.. وعقاب المخالف!

في تقديرنا أن المخالف.. يخالف تعاليم الأديان كلها -وهي من مصادر التشريع- وقد دعت إلى الرحمة والرفق بالحيوان.. حتى أمر الإسلام بعدم ذبح الخراف والأغنام أمام بعضها رحمة بها.. كما يخالف سلوك هؤلاء الفطرة الإنسانية السوية التي تلجأ للعقل ونصائح المتخصصين في التعامل مع الحيونات وليس للقسوة والهمجية..

كما يخالف كما ذكرنا عديدا من القوانين.. كما أنه يشوه سمعة مصر أمام السائحين من رواد سوق "برقاش" خصوصا للخيول وإن كان ما جرى تم تصويره وتوثيقه فمن المؤكد أن كاميرات وعدسات السائحين قد التقطت الكثير منها!

هؤلاء في ظننا -وليس كل الظن إثم- ليسوا من أهالي "برقاش".. بل أهلها من أمدوا المحاميين المحترمين بالأدلة والصور والفيديوهات.. ومن أهالي هذه القرية الجميلة ننتظر استنكار ضد ما يجري يوميا وإدانته والتبرؤ منه والتوقف عنه!
الجريدة الرسمية