تونا الجبل.. قصة حب
نشرت بوابة «فيتو» في 2 فبراير الماضي إعلان وزير الآثار الدكتور "خالد العناني" عن اكتشاف أثري جديد في قرية تونا الجبل التابعة لمركز ملوي في محافظة المنيا، وكان عبارة عن «مقبرة بها بئرَا دفن بأعماق 7 و8 أمتار ذات فتحات تبلغ مساحتها نحو 125 سم وترجع إلى العصر البطلمي (..) ومواقع يرجح أنها مدافن لعائلات من كبار الموظفين أو الكهنة أو لبعض من الشخصيات المهمة في أوانها.
وتعد «تونا الجبل»، واحدة من أهم المناطق الأثرية في صعيد مصر، وقد اشتق اسمها من الكلمة المصرية القديمة «تاحني» أي البحيرة؛ إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل، وأصبحت في اليونانية «تاونس»، ثم «تونة» في العربية، وأضيفت إليها كلمة الجبل نظرًا لوقوعها في منطقة جبلية، وفقا للموقع الإلكتروني لوزارة الآثار.
ولا ينكر كاتب هذه السطور حبه الفطري لتلك المنطقة، كونها قريته وعشقه الأول، لكن العشق الأكبر لمصر وتاريخنا يقتضي الإنصاف في التعامل مع المناطق الأثرية في المنيا كجزء من التاريخ المصري، حيث مناطق: «الأشمونين وبني حسن وتل العمارنة»، ولا أحد يمكنه تجاهل دور وزير الآثار الحالي بشأن الاكتشافات الأثرية في القرية وحرص الرجل على إظهارها دوليًا.
ومن مقتضيات الأمانة الآن، تدشين حملات ترويج سياحية مركزة بشأن تونا الجبل وكشوفها الأثرية، فالأمر لا يقتصر على مجرد الآثار وحدها.. أذكر أنني لاحظت ما يشبه بقايا حفريات ناصعة البياض تشبه العظام بالمنطقة الصحراوية المجاورة للقرية، وسألت أستاذًا في علم الجيولوجيا؛ فكان رده أن ذلك يحتمل أن تكون «بقايا حفريات لكائنات بحرية كون الصحراء الغربية كانت في أحد العصور الجيولوجية قاع محيط أو بحر».
إن مجرد «ضغطة» على محركات البحث باسم «تونا الجبل»، على الشبكة العنكبوتية أو المواقع الإخبارية الإلكترونية تظهر مدى روعة المنطقة الأثرية.. والغريب أن «تونا الجبل» باتت موضوعا دسما لكبريات الوكالات والشبكات الإخبارية العالمية، ومن بينها : «بي بي سي، وسي إن إن، وصوت أمريكا، وروسيا اليوم، ورويترز، وفرانس 24...»، وغيرها.
إن القرية تحوي آثارا تعود لمختلف العصور لهي أجدر بمزيد من الاهتمام، فما زال أهالي "تونا الجبل" ينتظرون من الدولة تعزيز دورها حيالهم بخدمات ترقى بها إلى قرية عصرية متطورة؛ لأنه في حالة الترويج الجيد لها ستنتظر المزيد من الإقبال السياحي مستقبلا.. والله من وراء القصد.