رئيس التحرير
عصام كامل

إيمان نبيل تكشف الاسم الحقيقي لمركب خوفو وأسرار توثيقها وترميمها "صور"

فيتو

لسنوات عديدة منذ اكتشاف مركب خوفو عام 1954 على يد كمال الملاخ الذي أطلق على مركب خوفو عندما أطل لأول مرة عليها من خلال فتحة بالحفرة التي كانت المركب مدفونة بها ومفككة إلى 1224 قطعة اسم مراكب الشمس وكان الاسم براقا وواجهة صحفية جذابة، ويصلح لإثارة الصحف، وهذا بصرف النظر تماما عن مدى انطباق هذا الاسم على المركب أم لا، وقد ظل الاسم شائعا حتى الآن بلا تبصرة لحقيقة المركب.


وفى محاضرة علمية متخصصة تقام ببيت السناري يوم الثلاثاء المقبل، تناقش الدكتورة إيمان نبيل المشرفة على أعمال ترميم الأخشاب باللاهون الحقيقة العلمية لمركب خوفو.

وأكدت الدكتورة ايمان نبيل أن المصرى القديم اعتقد في فكرة البعث والخلود وأنه بعد الوفاة سوف يُحمل إلى العالم السفلى على مركب لذلك فإن النماذج لمثل هذه المراكب توضع أحيانا داخل أو بالقرب من المقبرة، مشيرة إلى أن المثال على ذلك نموذج لمركب عثر عليه إمرى بسقارة بالقرب من مصطبة الملك "جر" من الأسرة الأولى (3050-2890ق.م.)، كما اكتشفت 12 مركبا في حفر من الطوب اللبن بأبيدوس من الأسرة الأولى.

وأوضحت المشرفة على أعمال ترميم الاخشاب باللاهون، أن المراكب استخدمت في الأسرة الأولى في المواكب الملكية التي تحدث على النيل، كما لعبت دورا هاما في المعتقدات الجنائزية، وأيضا استخدمت في التجارة والحروب.

مركب الشمس
وأشارت الدكتورة إيمان نبيل إلى أن مراكب الشمس هي عبارة عن قارب طويل مقدمته عالية تنتهى بمنصة تكاد تكون مربعة تتدلى منها ستارة عريضة تكاد تلمس سطح الماء أما مؤخرة القارب فهى عبارة عن بروز ينحنى أولا إلى الداخل، ثم لا يلبث أن يمتد في استقامة إلى الخارج، ويقوم في وسط القارب قوائم عليها رموز ترمز إلى نواح دينية معقدة توارثها المصريون عبر العصور.

المراكب الجنائزية
وأكدت أن الطراز الغالب على المراكب الجنائزية هو الطراز المشكل على هيئة نبات البردى، وقد وجدت العديد من الرسوم تصور المراكب الجنائزية من الأسرة السادسة، حيث يوجد في وسط المركب ظلة تغطى المتوفى، وهذه المراكب عادة توجه بدفة من مجدافين، وتعدد صور المراكب على مر العصور طبقا للغرض الأساسي للمركب وكل نوع يتميز بشكل خاص يتناسب مع الغرض المصمم من أجله، وتناقش الدكتورة إيمان من خلال محاضرة متميزة الاسم الحقيقى لمركب خوفو.

كما تناقش الدكتورة إيمان نبيل في المحاضرة، عملية توثيق وترميم وتجميع مركب خوفو، وذلك منذ لحظة الاكتشاف حتى إعادة البناء، حيث تعد أعمال التوثيق الوثيقة العلمية الثابتة لمساعدة الباحثين والمرممين على إستكمال أعمال الدراسة والترميم دون زيف أو تزوير،كما أنها خط الإرشاد الثابت الموضح لكل أعمال الترميم التي تتم.

وقالت الدكتورة إيمان نبيل: إن عملية التوثيق لمركب خوفو منذ لحظة الاكتشاف تمت بأسلوب علمى فريد، على الرغم من عدم استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في عملية التوثيق، واعتمدت عملية التوثيق على الأسلوب اليدويى والرسم التخطيطى بنفس الكفاءة التي تقوم بها أجهزة الكمبيوتر الحديثة، على نحو اذهل العالم.

وأضافت أن عملية التوثيق تمت حينها بدقة متناهية ونجاح منقطع النظير، خاصة في عملية إعادة بناء مركب خوفو الأولى، وظلت أعمال التوثيق والتصور التخيلى لعملية تجميع وترميم وإعادة بناء المركب لغزا حير العالم،نظرًا للسرية الكاملة التي أحاطت بالعمل وعدم النشر العلمى لأى من التفاصيل الخاصة بعملية الترميم، إلا أن الرسوم التخطيطية والصور الفوتوغرافية التي خلفها فريق العمل بقيادة المشرف على أعمال الترميم الحاج أحمد يوسف، تشرح بوضوح عملية خطوات العمل، وسيتم في المحاضرة لأول مرة منذ أن اكتشف كمال الملاخ المركب عام 1954 تفسير علمى دقيق لمراحل العمل، منذ لحظة الاكتشاف وحتى إعادة البناء.
الجريدة الرسمية