الباجي السبسي.. وفاة محنك سياسي أنقذ تونس في الوقت الضائع
أعلنت الرئاسة التونسية، اليوم الخميس، وفاة رئيس البلاد الباجي قايد السبسي، عن عمر يناهز الـ 93 عاما، بعدما تدهورت حالته الصحية خلال الفترة الأخيرة دخل على إثرها المستشفى العسكري ثم عاد لممارسة مهام منصبه ليدخل أمس في غيبوبة وتم نقله إلى الرعاية المركزة لتوافيه المنية.
والباجي قايد السبسي هو سياسي ومحام تونسي ورئيس حزب نداء تونس وتقلّد العديد من المناصب الوزارية في عهد الحبيب بورقيبة، ثم عاد للساحة السياسية بعد الثورة التونسية، وترشح للانتخابات الرئاسية في 2014 أمام نظيره الرئيس الأسبق لتونس المنصف المرزوقي وانتخب بنسبة 55.68% رئيسا سادسا للبلاد.
نشأته ودراسته
ولد محمد الباجي بن حسونة قايد السبسي بمنطقة سيدي بوسعيد في تونس العاصمة في 29 نوفمبر 1926، وتلقى تعليمه بمعهد الصادقية بتونس العاصمة وحصل على البكالوريوس من مدينة بديجون الفرنسية سنة 1948 وبعدها انتقل إلى باريس ليواصل الدراسات العليا في الحقوق، وهناك التقى بالحبيب بورقيبة الابن وتوطدت بينهما علاقة سمحت له بالالتقاء بالرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة عام 1950.
حياته السياسية
بعد عودته إلى تونس عمل السبسي بالمحاماة التي مكنته من توطيد علاقاته مع الكثير من السياسيين، وانضم للحزب الحر الدستوري الجديد منذ وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الحبيب بورقيبة ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية، وفي عام 1965 تولى رئاسة وزارة الداخلية، ثم عين كوزيرا للدفاع عام 1969، حتى عام 1970.
قرر السبسي عام 1974 التخلي عن حزبه والانضمام لمجموعة سياسية جديدة، عرفت باسم حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، والتي طالبت بإصلاح النظام السياسي وأدار مجلة معارضة تدعى "ديمكراسي".
عاد السبسي ليعين بالحكومة من جديد وتولى في 3 ديسمبر 1980 منصب وزير معتمد في عهد رئيس الوزراء محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، وفي 1981 عين وزيرا للخارجية، وخلال ذلك المنصب برز السبسي كشخصية مؤثرة على الساحة العربية، وفي نوفمبر 1987، انتخب عضوا في مجلس النواب، ثم أصبح رئيسا له عام 1991.
بعد الثورة التونسية
في فبراير 2011، تم تعيينه رئيسا للحكومة المؤقته لتونس عقب الثورة، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء التونسي الأسبق محمد الغنوشي، ثم ترشح للانتخابات الرئاسة أمام المرزوقي في 2014، عن حزب نداء تونس الذي أسسه عام 2012، وفاز في الانتخابات بنسبة بلغ 55.68%.
توجهاته السياسية
تبنى السبسي السياسة الدبلوماسية التقليدية التونسية القائمة على التقرب من المحيط الأوروبي والعالم الغربي، مع تحسين العلاقات مع الدول العربية والمحافظة على علاقات وثيقة مع دول المغرب العربي.