هاقولك "سينا" تعني إيه!
كثيرون، للأسف، لا يعرفون الكثير عن سيناء.. يتحدثون عنها، وكأنهم خبراء إستراتيجيون، لكن لا يعرفون أبسط معلومة عن سيناء وهي مساحتها! بل إن بعضهم يبالغ في مساحتها بلا مبرر، حتى انتشرت معلومة أن سيناء "سدس مساحة مصر"، على غير الحقيقة طبعًا، وقد خلطوا بين أنها 6 % من مساحة مصر، وبين أنها سدس مساحتها!
على كل حال سيناء تتجاوز الـ 61 ألف كيلومتر، وعندما نعرف أن بلدًا شقيقًا ومهمًّا عند كل مصري، مثل لبنان مساحته بطوائفه ومذاهبه وأحزابه وشعبه الطيب الذي يعيش في مدن وأماكن شهيرة لدينا، من طرابلس وبيروت إلى صيدا وصور ومن مزارع شبعا وجبل الدروز وجبل لبنان وإقليم التفاح إلى كسروان وبعلبك والنبطية وغيرها وغيرها، وكل ذلك في 10 آلاف كيلومتر!! أي أن سيناء تعادل ستة أضعاف مساحة لبنان الشقيق!
كلنا يعرف حجم وتواريخ الحروب بلبنان، والطبيعة فيه أفضل وأسهل من سيناء، بجبالها ومرتفعاتها وهضابها وتلالها، ولذلك صحيح أن المعركة الشريفة الشرسة مع الإرهاب تمتد في مثلث النار (العريش -الشيخ زويد- رفح) بمساحة إجمالية لا تزيد على 260 كيلو متر، أي ربع ألف من 61 ألفًا، وهي مساحة لا تذكر، إلا أن كل مساحة سيناء صالحة للهروب والتخفي من الارهابيين، وهذه أعباء على أجهزة المعلومات المصرية تبذل فيه جهدًا خارقًا للوصول إليها، وبالدقة التي تتم!
وعنما نعرف وضع سيناء وأن هناك اتفاقيات تحكم أحيانا -أحيانا- الحركة فيها، نعرف حجم العبء هناك، لكن سنعرف حجم العجب عندما نعرف حجم الإنجازات هناك في وقت المعركة المشتعلة مع الإرهابيين.. من تغيير البنية الأساسية تقريبًا بجنوب سيناء إلى الإسماعيلية الجديدة، وسحارة سرابيوم، وقرية الأمل، ورفح الجديدة، ومطار المليز الجديد، ومدينة السلام، ومزارع السمك بشرق بورسعيد، والطرق الجديدة، ومصانع الرخام، وغيرها وغيرها، فضلًا عن الأنفاق، وعودة سكك حديد الفردان.
المعلومات السابقة أساسية لنفهم مقدار ما يبذل هناك من جهد على كل المستويات.. وبما يستحق معه الحال أن يتوقف خبراء الثرثرة عن الكلام وعن التحليل وإدراك أن سيناء لا تحتاج من العامة إلا الاحتشاد خلف أبطالنا هناك.. وفيها من الأبطال ما يكفي لحمايتها والحفاظ عليها!