العريش والإرهاب !
هذا الشهر شهد نشاطًا إرهابيًّا ملحوظًا واضحًا في مدينة العريش بسيناء.. فقد شهد أربعة أعمال إرهابية؛ واحدة جرت فجر عيد الفطر، والثانية عقب الاحتفال بافتتاح البطولة الأفريقية، والثالثة بعده، والرابعة ليلة أمس.. وتنوعت هذه العمليات ما بين هجوم على بعض الكمائن، وما بين استهداف قوة أمنية تحرس مطار المدينة، وأيضًا ما بين اختطاف مدنيين وقتل أحدهم.
هنا الأمر يحتاج إلى وقفة تحليل لكي نستخلص النتائج الضرورية التي نحتاجها لمواجهة هذه الموجة الجديدة من النشاط الإرهابي في سيناء، وتحديدًا في مدينة العريش، التي كانت قد نعمت، خلال الفترة الماضية، بقدر من الهدوء والأمن، وعاد اَهلها لممارسة الكثير من مظاهر الحياة الطبيعية.
وأول ما يمكن ملاحظته هو تعمد من قبل المجموعات الإرهابية في سيناء على تكثيف النشاط داخل مدينة العريش تحديدًا، ويأتي ذلك كنوع من الرد على الملاحقات الأمنية لهم، واستلام "هشام عشماوي"، ونقله للقاهرة.. كما يأتي في أعقاب وفاة "محمد مرسي"، ومتزامنًا مع استثمار الإخوان سياسيًّا تلك الوفاة..
وإذا كان الهدف الأساسي لهم في هذه العمليات الإرهابية هو استهداف قوات الشرطة والكمائن الأمنية، فإنهم صاروا يستهدفون المدنيين أيضًا لترويضهم وإثارة خوفهم وفزعهم.. ويشير هذا النشاط الإرهابي في العريش أيضًا إلى أن تواجد تلك المجموعات الإرهابية داخل العريش حاليًا صار يمكنها من تكثيف نشاطها على هذا النحو الذي شهدناه مؤخرًا.
مما يجعلنا نستنتج أنها حظيت بدعم جديد من عناصر إرهابية، وأيضًا دعم لوجستي داخل سيناء بصفة عامة، وداخل العريش بصفة خاصة، ساعدها على تنفيذ تلك العمليات الإرهابية المتتابعة.
وهنا علينا ألا نتجاهل ما يحدث في ليبيا الآن، وتحديدًا المعركة الدائرة حول طرابلس، واحتمالات فرار عناصر إرهابية من الأراضي الليبية، وانتقالها إلينا عبر الحدود الليبية.. وكذلك يجب ألا نتجاهل تعليمات أبوبكر البغدادي للإرهابيين، والتي كان منها تكثيف النشاط الإرهابي في سيناء.
لذا علينا إعادة تقييم الوضع الأمني في سيناء، وتحديدًا في العريش، ومراجعة خططنا الأمنية حتى نعزز مواجهتنا لهذا النشاط الإرهابي الملحوظ فيها.