وسقط مشروع "كوشنر" في البحرين!
إذا كانت السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني تقاطع مؤتمر/ ورشة البحرين، فمع من، وعن من سيتحدث المؤتمر؟! إذا كان أصحاب القضية الأساسيون لم ولن يحضروا؟!.. وإذا كان ذلك منطقيا فالسؤال الآخر: إن كانت اثنتا عشرة دولة عربية لن تحضر المؤتمر، ولم تبدِ رأيًا بشأنه فمن سيحضر إذن؟!
هذا أيضًا يطرح السؤال الأهم على الإطلاق: إذا كان مستوى تمثيل مصر، ومعها دول الخليح ومعهم الأردن، بهذا الضعف، إلى حد تمثيل مصر بنائب وزير المالية (!!) "مش حتى وزير المالية"! وقد اقتربت الدول المذكورة من تمثيل مشابه، وإن كان يزيد قليلا، فمن إذن الذي دعا إلى المؤتمر؟!
الإعلام الشيطاني الإخواني، ومهاويس العمل السياسي، يتهمون مصر وهذه الدول بالتواطؤ مع الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إنجاح هذا المؤتمر لاستكمال ما أسموه بـ "صفقة القرن"، وهذه الدول تحضر المؤتمر، وكأنها لا تحضره، وجميعهم أكد أن القرار الأخير في الأمر للشعب الفلسطيني، وأنه "لن يتم فرض" أي قرار على الشعب الفلسطيني، وأنه "لن يتحدث أحد" نيابة عن الشعب الفلسطيني، وأنه "لا حل إلا بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وطبقًا لمبادرة السلام العربية فمن إذن وافق على غير ذلك، بما شجع أمريكا على تقديم مبادرة المؤتمر؟!
المؤتمر فشل قبل أن يبدأ، وانتهى قبل جلسته الافتتاحية، ولا يتبقى إلا حضور "كوميدي" للدول العربية، وهو، قطعًا، تمثيل مهين للطرف الداعي للمؤتمر، ويبدو أنه لم يتم بالصدفة، وكأنه فخ عربي للولايات المتحدة التي لن تيأس بطبيعة الحال، وستحاول إنهاء القضية الفلسطينية بأية وسيلة، خصوصًا أننا أمام رئيس أمريكي يقع بالكامل في أسر اللوبي الصهيوني، ليس فقط من أجل فترة رئاسة ثانية ككل الرؤساء السابقين، وإنما من أجل النجاة من اتهامات خطيرة رُتِّبت ضده بعناية، كلها ستنتهي إلى السجن لو تراجع!
في الحقيقة لا أستوعب ما جرى إلا أن وحدة الصف الفلسطيني تصنع المستحيل، وهو الهدف الذي بذلت فيه مصر جهدًا خرافيًّا الفترة الماضية، كما أن وحدة العرب يمكنها أن تصنع المعجزات.. ندعو الله أن نكون على مشارف استفاقة عربية شاملة قد تغير كل المعادلات الحالية!