رئيس التحرير
عصام كامل

جنين مات في الرحم.. ورشة البحرين حول صفقة القرن فشل أمريكى جديد

مؤتمر البحرين
مؤتمر البحرين

في الوقت الذي تستعين فيه إسرائيل بالدعاية الإعلامية للقول بأن الفلسطينيين هم من يفسدون قمة البحرين تجد أن الحقيقة بين أروقة نظام الحكومة في دول الاحتلال تقر فيما بينها أنها قمة فشلت قبل أن تبدأ ولكن كعادتها تريد أن تلصق أي تهمة بالجانب الفلسطيني.


ويعقد اليوم الثلاثاء مؤتمر البحرين وسط رفض شعبي في الدول العربية المشاركة وهو المؤتمر الذي يسعى إلى تمرير ما تسمى بخطة السلام الأمريكية أو "صفقة القرن"، ورغم إعلان بعض الدول العربية مشاركتها في ورشة عمل البحرين الهادفة إلى عرض الشق الاقتصادي لجلب اتفاق سلام إلا أن إسرائيل على يقين أن تلك الدول المشاركة لن توافق على شيئًا يتعارض مع المصالح الفلسطينية.

مجرد عناوين
وأوضح الإعلام الإسرائيلي أن مؤتمر البحرين يطلقون عليه قمة أو ورشة، فليسمونه كما يشاءون لكن الحقيقة أنه فشل قبل أن يبدأ، وحسب تقرير صحيفة "معاريف" العبرية، فإن إسرائيل لا تشارك، السلطة الفلسطينية تقاطع، الدول العربية لن ترسل ممثلين رفيعي المستوى لكن الشيء الرئيسي هو مجرد وجود عناوين.

والكاتب الإسرائيلي، آساف جبور، قال إنه على الرغم من العقبات فإن ورشة البحرين لبحث صفقة القرن تنطلق نهاية الشهر الجاري كما هو مخطط لها، وقد كان وانطلقت اليوم بالفعل وسط ترقب الجميع.

ورغم أن تل أبيب تعي فشل المؤتمر المسبق، إلا أنها تجد ارتياح من خلال الترويج لأن الفلسطينيين هم الخاسر الأكبر من عدم الحضور، مشيرة وفقًا للإعلام الإسرائيلي إلى أنه بدلًا من قبول أو على الأقل التفكير في برنامج مساعدات سخية، اختارت السلطة الفلسطينية الاستمرار في التهديدات وزيادة التوتر مع إدارة ترامب، ويقول موقع "ميداه" العبري إنه يمكن للقادة الفلسطينيين الاستفادة فقط من المشاركة في القمة ويظهرون على أنهم على الأقل يدرسون الخطة الاقتصادية، لكن بدلًا من ذلك، اختاروا رفض المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية وتحريض شعبهم على إسرائيل وإدارة ترامب وزيادة تفاقم التوترات.

سلام نتنياهو الزائف

ورغم ترويج الاحتلال للصفقة إلا أنه لديه دلائل عدة على فشل هذا المؤتمر حتى قبل انطلاقه، وتقول صحيفة "معاريف" العبرية أن الخطة التي سيناقشها المؤتمر سوف تمضي كغيرها من عشرات خطط السلام السابقة والتي مصيرها في النهاية أدراج الرياح، موضحة أن خطة ترامب للسلام ستكون مماثلة للخطط التي قدمتها الإدارات الأمريكية في الماضي، والسبب الرئيسي لذلك هو تبني رئيس الولايات المتحدة "للسلام الاقتصادي" الزائف لـ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

تناقض الولايات المتحدة

كما أرجعت فشل المؤتمر أيضًا إلى التناقضات في سلوك الولايات المتحدة التي تصل إلى عنان السماء، لأنه من ناحية، تعاقب الإدارة الفلسطينيين وتضر بجيوبهم بعد أن قطعت مساعداتها المالية للأونروا والمستشفيات في القدس الشرقية، ومن ناحية أخرى، تدعو إلى عقد مؤتمر دولي وتطلب من رجال الأعمال والدول العربية مساعدة الفلسطينيين ماليًا.

ومثل هذه التناقضات يجب ألا تكون مفاجئة، لأنها تمثل السياسة المتعرجة لـ الإدارة الأمريكية الحالية في عدد من القضايا، المحلية والأجنبية، على سبيل المثال، وعد ترامب بأنه سوف يتوصل إلى اتفاق بشأن تجريد كوريا الشمالية من السلاح، ولهذه الغاية، التقى مرتين بإمبراطور بيونج يانج كيم جونج أون، دون أن يطلب أي تغيير، وانتهى الاجتماعان دون تجريد من السلاح، كما أعلن أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من سوريا، ثم تراجع، وهدد بإبادة إيران، وفي الوقت نفسه أعلن أنه لا يريد حربًا معها.

تظاهرات شعبية بالمغرب وفلسطين ضد صفقة القرن ( صور)

وسطاء غير عادلين

مسألة أخرى تدفع هذا المؤتمر والخطة التي يروج لها إلى الفشل وهى أن الإدارة الأمريكية اختارت ثلاثة من مستشاري الرئيس الأمريكي وهم المبعوث الخاص جيسون جرينبلات، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، وجميعهم مواطنون أمريكيون من أصل يهودي وأنصار إسرائيل بشكل عام والاستيطان بشكل خاص، فلماذا يعتقد الفلسطينيون أن بإمكان الثلاثة أن يكونوا "وسيطًا عادلًا، لذا من الصعب الاعتقاد بأنهم مناسبون لدفع المفاوضات في مثل هذا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المعقد.
الجريدة الرسمية