الإعلام الحكومي.. والاختيار الصائب
بديهي أن الإعلام بكافة أنواعه يقوم بدور الرقابة على الأجهزة الحكومية والتنفيذية في المجتمع، وإيصال صوت أفراده على اختلاف آرائهم إلى الجهات المعنية، إضافة إلى سرعة معرفة الأخبار، بشرط أن تكون هناك مصداقية وشفافية في نقل الخبر وعدم التخلي عن النزاهة والحياد.
كان الإعلام بمثابة السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، باعتباره يحدث ما لم يقدر عليه أحد، من تسليط الضوء على الفساد وكشف الفاسدين والملفات الشائكة، ويفضح كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن أو التجاوز في حقه..
هناك معايير صحفية في كتابة الخبر أو التقرير أو المقال وتحرير المواد الإعلامية، وهذا ما يفتقده المسئولون عن الإعلام في الجهات الحكومية التي تعتمد على أفراد لا يمتلكون العلم أو الموهبة في هذا المجال فتكون النتائج صادمة لأن الصحافة تخصص يقوم على أساس علمي، ولكن علم دون موهبة يصبح شيئا عاديًّا أو تقليديًّا.
فالموهبة هي الأساس والعلم مكمل لها، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، خاصة أن أهميته لا تقل عن أهمية أي تخصص آخر، بل تزيد عليه، لأن الصحافة بوق المجتمع والوسيلة الوحيدة لنقل الحدث والمعلومات.. ومع تطور التكنولوجيا والإنترنت لم يعد من الصعب كتابة الخبر لدى الآخرين، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للجميع فرصة نقل الوقائع بعين صاحبها فقط.
على العموم وسائل الإعلام المختلفة باتت تشكل أداة فاعلة في صناعة الرأي العام، ومن ثم يجب على الجهات الحكومية أن تحسن اختيار الأفراد العاملين بالمجال الإعلامي؛ لأن منهم من يفتقد العلم والموهبة وأمانة نقل الحقائق إلى المسئولين.