كيف تتكيف المناطق الحضرية مع تغير المناخ.. برنامج التنمية بالمشاركة يواجه آثار التغيرات في المناطق العشوائية.. الهدف الرئيسي له بناء القدرة على الصمود في المجتمعات المحلية.. والبيئة تحذر من الخسائر
مناخ العالم يتغير، وأصبح بإمكاننا بالفعل ملاحظة آثار تغير المناخ على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية، فيعتبر تغير المناخ واحدا من أكبر التحديات التي تواجه التنمية في القرن الحادي والعشرين، حيث إن المزيد من الظواهر المناخية القاسية والقوية والمتقلبة ستؤدي إلى خسائر اجتماعية واقتصادية وبيئية كبيرة.
ويلخص تقرير التقييم الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC إلى أن معظم البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا _ بما فيهم مصر _ معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ.
المناطق الحضرية
تلعب المدن دورا رئيسيا في مواجهة تحدي تغير المناخ، ويتعرض سكان المناطق الحضرية والبنية التحتية للخطر بصورة متزايدة، فالسكان الفقراء والأكثر فقرا هم الأكثر عرضة لتلك الآثار، بسبب محدودية وسائلهم المالية لتحقيق سبل العيش المستدامة، وعلى الرغم من وجود إطار للتكيف مع تغير المناخ في مصر، فإن السياسات والإجراءات على المستوى المحلي تحتاج إلى دعم، وكذلك تدابير التكيف على مستوى المجتمعات.
كيفية مواجهة التحدي
لمواجهة هذا التحدي، أدرج برنامج التنمية بالمشاركة في المناطق الحضرية في أنشطته مشاريع تهدف إلى التكيف مع تغير المناخ، وتعمل على تعزيز المرونة الحضرية وقدرة المجتمعات الحضرية المحلية على الصمود في وجه آثار تغير المناخ في المناطق العشوائية في إقليم القاهرة الكبرى.
برنامج التنمية PDP
ينفذ برنامج التنمية بالمشاركة في المناطق الحضرية من خلال التعاون بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتعاون الدولي الألماني نيابة عن الوزارة الألمانية الفيدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية، حيث بدأ البرنامج في 2004 وهو الآن في مرحلته الثالثة، ويمول البرنامج من الاتحاد الأوروبي بجانب التمويل الأساسي من وزارة التنمية الاقتصادية الألمانية.
الهدف
وأكدت وزارة البيئة أن الهدف العام من مشاريع التكيف مع تغير المناخ هو رفع الوعي وزيادة مستوى المعلومات بين الإدارة العامة ومؤسسات المجتمع المدني بشأن العواقب الناتجة عن تغير المناخ وبالأخص في المناطق العشوائية بالمدن الحضرية، ولتحقيق هذا الهدف يقوم برنامج التنمية بالمشاركة بتنفيذ تدابير تكيف على نطاق صغير في المناطق العشوائية بالمدن الحضرية بالتعاون مع سكان تلك المناطق والمجتمع المدني لتعزيز المرونة والقدرة على التكيف.
كما تم تيسير تبادل الخبرات والمعرفة بين أصحاب المصلحة المعنيين بتغير المناخ على مختلف المستويات، بالإضافة إلى تدعيم إدراج أنشطة مواجهة تغير المناخ في السياسات والإستراتيجيات والخطط الإنمائية الرسمية.
التنفيذ
أوضحت وزارة البيئة أنه تم القيام بدراسة شاملة عن الآثار المتوقعة لتغير المناخ في إقليم القاهرة الكبرى، والحساسية المناخية لمناطق معينة وكذلك الخصائص المجتمعية فيما يتعلق بالحساسية والهشاشة تجاه تأثيرات تغير المناخ، والقدرات التكيفية لدى المجتمع، ونقاط الضعف الموجودة والممارسات اللازمة للتعامل مع التحديات الناتجة عن تغير المناخ.
واستنادا إلى هذه الدراسة، قام برنامج التنمية بالمشاركة بوضع إستراتيجية للتكيف مع تغير المناخ تتألف من تسع تدابير إستراتيجية مترابطة، وتتمثل في تدابير التكيف المعمارية لتحسين الحالة المعمارية، وتدابير التوعية والمعلومات، وتدابير اجتماعية اقتصادية، وتدابير تنمية القدرات المؤسسية، وتدابير الحوار والتعلم وتبادل الخبرات، وتدابير قطاعية، وتدابير مواجهة مخاطر الكوارث، بالإضافة إلى تضمين إجراءات التكيف مع تغير المناخ في أنشطة التنمية المختلفة، ودمج أهداف التكيف مع تغير المناخ في السياسات والخطط الوطنية.
النتائج
أشارت وزارة البيئة إلى أن النتائج المتوقعة هي وجود أساليب تكيف ملموسة يسهل تكرارها من قبل السكان والإدارة المحلية، والحكومة الوطنية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في بناء القدرة على الصمود في وجه آثار تغير المناخ والمرونة الحضرية في المجتمعات المحلية، وزيادة وعي السكان المحليين بشأن تغير المناخ والتحديات البيئية، وكذلك تحسن مستوى المعلومات بين الإدارة المحلية وصناع القرار بشأن التكيف مع تغير المناخ والحلول الملائمة والمستدامة الفعالة لإقليم القاهرة الكبرى.