سيدة في قضية نفقة: رفض يعترف بابنته وقال لي اتجوزي واحد تاني لبسيهاله
فتاة صغيرة ضئيلة الحجم قصيرة القامة، تلهو بالطابق الخامس بمبنى محكمة شبرا الخيمة بالقليوبية، والمختص بالنظر في شئون قضايا الأسرة في الدائرة، تبحث عن صغار في مثل عمرها أو أكثر بقليل لتمرر معهم الوقت الذي مقدر لها أن تقضيه بين جنبات هذا المبنى مرتين في الأسبوع رفقة والدتها "ش. رمضان" والجدة والخال الأصغر، "كارما دي عندها سنتين هي بطلة حكايتي المأساوية مع والدها وجدتها اللي قرروا بكل جبروت ميعرفوش بيها ولا يسجلوها باسمه لكن لطف ربنا أنقذنا".
بالعودة إلى الوراء لشهر سبتمبر من عام ٢٠١٦، والزيجة التي بدت للوهلة الأولى ستكلل بالنجاح فالجار الشاب يعجب بابنة الجيران، يقرر الزواج منها والانتقال معا إلى بيت العائلة في منطقة "زاوية النجار" بالقليوبية، شقة صغيرة بالطابق الثاني، حياة زوجية هادئة لمدة شهر واحد، حتى حكم عليها بالكدر وغياب المودة غيابا شبه تام، بتدخل والدة الزوج في شئون حياتهما ليس بسبب إلا أنها لم تكن راضية عن الزيجة ولا عن "ش"، "كتير كنت بسمعها تأمره يطلقني ويمشيني أو هتنزلني اشتغل في البيت لحد ما نفسي يتقطع من الشغل، هو كان بيهاودها ويطلع يقنعني إنه مش هينفذ كلامها ولا هيمرمطني معهم، لكن كنت كل مرة بلاقيه بيتصرف عكس ما يوعد".
خلال الشهر التالي لزواجهما، لم تدرك والدة الزوج مشكلة إلا وافتعلتها، وحينما قررت الزوجة الوقوف في وجهها أمرت ابنها أن يحبسها في غرفة النوم دون طعام أو شراب، "قعدت خمسة أيام من غير أكل وشرب لحد ما أصبت بالأنيميا وجسمي تضاءل حجمه بشكل ملحوظ"، تتحدث "ش" مشيرة إلى جسدها الهزيل ووجهها الشاحب.
استطاعت "ش" بعد محاولات متكررة من والدة الزوج قتلها والادعاء بأنها ألقت بنفسها من شرفة المنزل، من الخروج من المنزل والطلاق من زوجها، كان شهر نوفمبر يسدل ستاره على الأيام العشر الأخيرة به، لكن كان للقدر حسابات أخرى، حيث اكتشفت عن طريق الصدفة أنها حامل منذ عدة أسابيع دون علمها، أسرعت إلى زوجها لإخباره لعل الأمور تتخذ مجرى آخر، "لقيته قالي اللي في بطنك ميلزمنيش روحي سجليه باسم أبوكِ أو اتجوزي واحد تاني لبسيهاله!، صدمني ومكنتش عارفة أتصرف"، تمكنت الأم من الحصول على رقم الزوج القومي من قسيمة الزواج، ونجحت في تسجيل الطفلة كارما باسم والدها، لكن الزوج لم يكتف بذلك ولا سكنت والدته بعد نجاحها في تطليقه من زوجته، "اتهمتني في شرفي وإن البنت مش بنت ابنها وأكدت للدكتور إني مشيت من البيت ومكنتش حامل"، زرعت الأم هذه الفكرة في رأس ابنها حتى أصبحت مسلمة مؤمن بها، "عرضنا عليه يتأكد بتحليل DNA رفض"، فلم يكن أمام الزوجة إلا مطالبته بنفقة الفتاة، ومنذ عامين وقت ميلاد كارما رفعت "ش" قضية النفقة في حين ظل هو حتى هذه اللحظة غير معترف بابنته ورافض تماما للإنفاق عليها بكافة السبل.