تراجع الدولار أمام الجنيه | الأسباب ومدى استمرار الانخفاض

تحسن الجنيه المصرى أمام الدولار خلال الفترة الأخيرة متاثرا بارتفاع التدفقات النقدية التي بلغت نحو 200 مليار دولار امريكى منذ قرار تحرير سعر الصرف في الثالث من شهر نوفمبر 2016 وسجل متوسط سعر الدولار وفقا للموقع الالكترونى للبنك المركزى المصرى نحو 16.6475 جنيها للشراء و16.7475 جنيها للبيع.

سعر الدولار في البنك الأهلي


وبدأت مصر خطوات الإصلاح النقدي بتعويم الجنيه "تحرير سعر الصرف" في 3 نوفمبر عام 2016، للقضاء على السوق السوداء التي انتعشت في البلاد في ذلك الوقت ما أدى إلى تراجع قيمته بنسبة 57% أمام الدولار الأمريكي، ثم عاد تدريجيا للهبوط.

محافظ البنك المركزي: 200 مليار دولار تدفقات نقدية منذ تحرير سعر الصرف


وخسر الدولار نحو 30 قرشا خلال الأسبوع الماضى وهى أكبر خسارة أسبوعية منذ أكثر من عامين تقريبا، وياتى ذلك بدعم من زيادة التدفقات النقدية، كما بلغ إجمالي خسارة الدولار منذ ديسمبر 2018 نحو 150 قرشا تقريبا.

وجاءت خسارة الدولار "تحسن الجنيه" لعدة عوامل أساسية منها زيادة التدفقات النقدية في الفترة الأخيرة بالتزامن مع تحسن التصنيف الائتمانى لمصر والحد من واردات البترول.

الاحتفال بوصول عدد مستخدمي منظومة بطاقات الدفع الوطنية "ميزة" إلى 500 ألف مستخدم


ولعبت تعزيز العلاقات الخارجية دورا كبيرا في تحسين السياحة التي تعد من أهم موارد النقد الأجنبي لمصر بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العامليين بالخارج، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعى.

وتوقع بنك الاستثمار "بلتون"، استمرار وتيرة تحسن الجنيه أمام الدولار حتى منتصف العام المقبل.


صندوق النقد الدولي: برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الأنجح في العالم

وأوضح في مذكرة بحثية حديثة له، أن التحسّن في قيمة الجنيه مقابل الدولار يرجع إلى الكثير من العوامل، منها تحقيق صافي الميزان التجاري البترولي فائضا قبل الوقت المتوقع، وتحسن عائدات قطاع السياحة وارتفاع صافي الأصول الأجنبية بالبنوك مع استمرار نمو الواردات بوتيرة معتدلة.


أشرف القاضى يحدد 4 محاور للهوية الرقمية تتواكب مع الإستراتيجية القومية للدولة والبنك المركزي

وأشار إلى أن انخفاض عجز الحساب الجاري إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2018 - 2019، مقابل 2.4% في العام السابق، مع استمرار تحسن قطاع السياحة يوفر دعما آخر.

وبدأ الجنيه المصري مساره الصاعد أمام الدولار منتصف يناير 2019، وهو مارجعة الخبراء والمسئولون داخل القطاع المصرفى المصرى إلى زيادة التدفقات النقدية الدولارية.


طارق عامر: الاقتصاد المصري يقف على أرض صلبة.. والمواطنون سبب نجاح برنامج الإصلاح

وراجع خبراء ومسئولون بالبنوك المحلية تحسن الجنيه أمام الدولار إلى زيادة المعروض من الدولار مدعوما بتحويلات المصريين العاملين في الخارج وارتفاع إيرادات السياحة والصادرات، بالإضافة إلى انخفاض فاتورة الإنفاق على الغاز الطبيعي في الميزانية، بعد اكتشافات الغاز الضخمة في البحر المتوسط، بحسب الرفاعي الذي أشار أيضا إلى الاستثمار الأجنبي في أدوات الدين وأذون الخزانة كأحد العوامل الإيجابية على سوق الصرف.

وارتفعت صافي استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية إلى 16.8 مليار دولار بنهاية الأسبوع الثالث من أبريل.


طارق عامر: مصر قطعت شوطا كبيرا في استخدام التكنولوجيا المالية

وقال طارق عامر، محافظ البنك المركزي، إن الجهاز المصرفي المصري تلقى منذ تحرير سعر الصرف في الثالث من نوفمبر ٢٠١٦، وحتى الآن نحو ٢٠٠ مليار دولار تم ضخها خلاله.

وأضاف عامر في تصريحات سابقة له أن مصر لا تحتاج إلى برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي، بعد انتهاء برنامج الإصلاح الاقتصادي في نهاية يونيو الجاري، لكن هناك أشكالا للتعاون يجري مناقشتها حاليا بين الحكومة والصندوق.

وأكد أن مصر لديها خطط طموحة للنهوض بالاقتصاد، مشيرا إلى أن وضع مصر الاقتصادي الآن أفضل بكثير مقارنة، بما كان عليه قبل برنامج الإصلاح الاقتصادي، وأصبحت مصر ضمن قائمة محدودة بين دول العالم تنظر إليها التقارير والمؤسسات الدولية نظرة متفائلة.