فاراناسي.. مدينة هندية تحرق جثث الموتى ليتطهر الأحياء
تعد مدينة " فاراناسي"، واحدة من أقدم مدن العالم، وتم إنشاؤها لإيواء الرجال والنساء الذين يأتون من جميع أنحاء العالم للعيش والموت بها، والتي تعد بالنسبة للهندوس من أقدم وأهم المدن.
وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي" في نسختها الإنجليزية، الضوء على مدينة "فاراناسي"، التي كانت وما زالت تعيش بمعزل عن التطور المرتبط بأي مدينة في القرن الواحد والعشرين، لأن هذه المدينة، التي تُعتبر العاصمة الروحية للديانة الهندوسية منذ ألف عام، لا تعطي المستقبل كثيرًا من اهتمامها.
وكرست مدينة فارانسي نفسها لأن تكون "مدينة الموت" والاحتفال على جثث وأرواح الأموات، فالموت فيها يعتبر عيدًا خاصا للاحتفال، وتقليدًا للعبور من جانب إلى آخر، لدرجة جعلت شوارعها تمتلئ بالأشخاص الذين يمارسون تقاليد متعلقة بالموت.
تحرير الأرواح
تعمل المدينة الهندية "فارانسي"، في البداية بعد وفاة الشخص على حرق جثته، اعتقادًا منهم أن إحراق جثثهم سيحرر أرواحهم، وسيجعلها جزءًا من الروح الإلهية الخالدة في النعيم.
محارق وجنازات
تبدأ رحلة تحرر الروح على عتبات الدرج الذي يقود إلى نهر "جانج"، حيث توجد المحارق التي تستعمل في الجنازات.
سيلفي الموتي
ويسعى الشباب في مدينة الموت، إلى التقاط عدد من صور السيلفي التذكارية مع بقايا الجثة التي تحترق، وتقوم النساء بالغناء وهن يغسلن الملابس على أعتاب الأدراج على ضفه نهر "جانج".
رماد الطهارة
كما يعمل بعض النساء والأطفال على الاغتسال في ذات النهر الذي تُرمى فيه رماد أجساد الموتى، ورغم أن نهر "جانج" يعتبر ملوثاُ، إلا أنه لا يزال يمثل النقاء والطهارة للهندوس.
تجارة الموت
وتعتبر "تجارة الموت" أمرًا رائجًا في المدينة، فعلى سبيل المثال، توجد في فاراناسي فنادق مخصصة للأشخاص الذين على "فراش الموت"، مثل فندق "كاشي لاب موكتي بافان"، الذي لا يقبل سوى النزلاء الذين من المتوقع أن يتوفوا في فترة لا تتجاوز الـ15 يومًا، ما يعني أن الفندق يوفر، حرفيًا، أسرة للموت.